مقبرتان لو عثرت عليهما مصر سيكون حدثا عالميا فريدا..!!
عن اليوم السابع
السياحة، «فرخة تبيض ذهبا» وتعد قاطرة التنمية للدول، وبعيدا عن المزايدات وطنطنة الكلمات، فإن مصر تتمتع فعليا بمقاصد سياحية لا تتمتع دولة أخرى بها، وتبقى الحضارة المصرية تلهب عقول الناس من كل الجنسيات، ورغم ذلك، مازالت مصر بعيدة كل البعد عن تبوؤ مكانتها السياحية من حيث عدد الزوار السنوى.. وهناك دول مثل فرنسا وإسبانيا، لا تتمتع ولو بربع ما تتمتع به مصر من مقاصد سياحية، إلا أنها قبلة السياح فى العالم، ويزورهما أكثر من 50 مليون سائح..!!
ورغم ما تتمتع به مصر من تعدد المقاصد السياحية، ما بين الثقافية والترفيهية والصحية أيضا، فإن هناك مقبرتين لو تم اكتشافهما سيكون حدثا فريدا فى العالم، وسيحدث دويا ثقافيا ضخما، يدفع الملايين لزيارتهما، بالإضافة إلى طريق العائلة المقدسة..!!
وطريق العائلة المقدسة، تحديدا، يضمن على الأقل أن يزوره مليون سائح، لأنه سيتحول إلى مزار مقدس يحج إليه المسيحيون من مختلف مذاهبهم، كونه طريقا سار فيه السيد المسيح وهو طفل، بجانب السيدة العذراء، أمه، وباقى أفراد العائلة، ومن ثم فإن الزيارة لن تكون بهدف المتعة والترفيه، بقدر كونه طقسا دينيا يجب تأديته، لذلك أتعجب من وزارتى الآثار والسياحة، لماذا لا تنتفضان للانتهاء من تطوير الطريق وتأمينه ليكون رافدا جوهريا من المقاصد السياحية الدينية المضمونة، وما يجلبه من دخل ضخم لخزينة الدولة..!!
أما المقبرتان اللتان لو كثفت وزارة الآثار البحث والتنقيب عنهما، فهما مقبرة الإسكندر الأكبر، ومقبرة كليوباترا السابعة، بما لهما من ثقل تاريخى، وما لعباه من دور محورى فى تاريخ الإسكندرية وأثينا وروما، لدرجة أن المسلمين يلقبون الإسكندر الأكبر بـ«ذى القرنين» الذى أشار إليه القرآن الكريم..!!
ومن المعروف تاريخيا أن الإسكندر الأكبر توفى عام 323 قبل الميلاد، عن عمر يناهز الـ32 عاما فى مدينة بابل العراقية، بينما تختلف المصادر التاريخية حول سبب الوفاة، ما بين القتل بالسم أو إصابته بمرض معد، لكن هناك اتفاقا بين المؤرخين، أن الإسكندر الأكبر أوصى وهو على فراش الموت بأن يُدفن إلى جوار أبيه الإله أمون فى معبده بسيوة شمال مصر، لكن القادة اختلفوا حول المكان المناسب للدفن ورأى بعضهم دفنه فى مقبرة عظيمة فى مسقط رأسه، وتم بالفعل نحت تابوت حجرى فخم وغطاء من الذهب، وكفن للجثة المحنطة من ألواح الذهب.
وأشارت بعض المصادر التاريخية إلى نشوب خلاف وصراع سياسى حول مكان الدفن، ما بين سيوة فى مصر، ومقدونيا، وبعد عامين من ذلك الصراع، تحرك الموكب الملكى من بابل متوجهًا إلى مقدونيا، لدفنه فى مقبرة فاخرة، إلا أن قوات «بطليموس الأول» الذى آل إليه عرش مصر، اعترضت طريق القافلة فى سوريا واستولت على الجثة المحنطة، ونقلتها إلى مقبرة بالإسكندرية، وصفها بعض المؤرخين، بالبديعة..!!
وما يؤكد أن الإسكندر الأكبر دُفن فى الإسكندرية، وفى مقبرة بديعة، ما تناقلته الروايات التاريخية عن شخصيات تاريخية بارزة بزيارة المقبرة، مثل «يوليوس قيصر» و«كليوبترا» و«أغسطس قيصر»، بالإضافة إلى ما تناقله المؤرخون وفقا لمصادر تاريخية، أن كليوبترا اضطرت إلى الاستيلاء على بعض كنوز المقبرة لبيعها وتمويل حربها ضد أغسطس، كما أن الإمبراطور الرومانى «كاليجولا» وبعد عقود طويلة من الزمان، جاء ونهب محتويات المقبرة ومتعلقات الإسكندر النفيسة رغم ما يجمعه بالقائد الراحل من صفات مشتركة نادرة، فمثلما نصب الكهنة المصريون، الإسكندر الأكبر ابنًا من أبناء الإله آمون من قبل، حظى كاليجولا باهتمام وتقدير بالغ فى روما، لدرجة أن تماثيله تم وضعها بديلا لتماثيل الآلهة فى المعابد، كما صُكت صوره على العملات فى مصر بصفته إله الشمس.
وهناك دليل آخر على وجود مقبرة الإسكندر الأكبر، فى الإسكندرية، ما دونته كتابات الرحالة، مثل ما ذكره الجغرافى والدبلوماسى الأندلسى المغربى عن تبرك المصريين بمسجد «ذو القرنين» الذى يقع مكانه مسجد النبى دانيال الآن، وما ذكره أيضا المؤرخ والعسكرى الإسبانى «مارمول كاربخال» والذى أكد أن مقبرة الإسكندر الأكبر تقع فى وسط مدينة الإسكندرية، قريبة من الكنيسة المرقصية المجاورة لمسجد النبى دانيال.
ويمكن التأكيد على أن كثيرا من المؤرخين، والشواهد التاريخية، تشير إلى أن مقبرة الإسكندر تقع فى منطقة مسجد النبى دانيال وما حوله، ولو أمكن إخلاء المنطقة من العقارات وتكثيف عمليات البحث والتنقيب عن المقبرة، لأمكن العثور عليها، وستكون حدثا عالميا فريدا وضخما، وسيتحول إلى قبلة المزارات السياحية، كون أن اسم الإسكندر ارتبط بأحداث تاريخية ودينية جوهرية..!!
نفس الأمر تكتسب مقبرة كليوباترا السابعة، أهمية كبيرة، نظرا للشهرة التاريخية، وما لعبته أيضا فى ظل حراك متشعب بين العواصم التاريخية المحورية من الإسكندرية إلى أثينا وروما، لذلك تمثل مقبرتها أهمية كبيرة للغاية.. ومن ثم فإن اكتشاف المقبرتين، بجانب تطوير وتجهيز طريق العائلة المقدسة، سينقل مصر نقلة نوعية فى القطاع السياحى، وتصبح قبلة ملايين الزائرين سنويا، وما يجلبه من خير على البلاد..!!