آخر الأخبار

13‏/2‏/2019

شيطنة إيران وتأمين الدعم لإسرائيل في مؤتمر وارسو اليوم

تحاول أمريكا في وارسو اليوم، كسب تأييد أكبر عدد من الحلفاء لخططها بالشرق الأوسط الهادفة لشيطنة إيران وتعزيز الدعم لإسرائيل، إلا أن مؤشرات نجاحها بحشد تأييد أطراف جديدة تبدو باهتة.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الشهر الماضي عن المؤتمر الذي يستمر ليومين اعتبارا من اليوم الأربعاء، مشيرا إلى أن وزراء الخارجية من بلدان العالم سيجتمعون في بولندا للتعامل مع مسألة "نفوذ (إيران) المزعزع للاستقرار" في الشرق الأوسط.

لكن مع استنكاف عدد كبير  من الشخصيات البارزة عن حضور هذا المؤتمر واقتصار المشاركة فيه على عدد محدود فقط من المسؤولين رفيعي المستوى، خففت الولايات المتحدة وبولندا جدول أعمال المؤتمر وموهتا تسميته، فأشارتا إلى أن هذا المؤتمر لن يركز على إيران أو يؤسس تحالفا ضدها، لكنه سيهتم أكثر بالنظر بشكل أوسع إلى مشاكل الشرق الأوسط.

وسيلقي نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس خطابا أمام المؤتمر الذي يشارك بومبيو في استضافته.

ورغم أن الاجتماع يجري في الاتحاد الأوروبي، إلا أن كبرى القوى الأوروبية خفّضت تمثيلها فيه، باستثناء بريطانيا التي ستوفد وزير خارجيتها جيريمي هانت، الذي أشار إلى أن أولوياته تتمثل بالحديث عن الأزمة الإنسانية التي تسببت بها الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.

وبررت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عدم حضورها بارتباطها بالتزامات مسبقة لكنها ستلتقي بدلا من ذلك بومبيو على مائدة في بروكسل، وهو في طريق عودته إلى الولايات المتحدة.

وحتى مضيفة المؤتمر بولندا، التي تسعى لتعزيز علاقاتها بالولايات المتحدة للوقوف في وجه روسيا، أكدت أنها لا تزال ملتزمة موقف الاتحاد الأوروبي الداعم للاتفاق النووي مع إيران الموقع عام 2015  لتخفيف العقوبات على طهران مقابل فرضها قيودا على برنامجها النووي، والذي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحابه منه في مايو الماضي إرضاء لإسرائيل.

وهوّن الوزير بومبيو من شأن غياب وزراء أوروبيين بارزين عن المؤتمر وذلك خلال توقفه في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا يوم الثلاثاء قبل أن يتوجه إلى وارسو، وقال: "بعض الدول سيحضر وزراء خارجيتها والبعض الآخر لا. هذا هو اختيارهم".

 ومع غياب وزراء الخارجية والمسؤولين الكبار عن المشاركة، سيحضر ممثلون عن 60 دولة مؤتمر وارسو.

وأما الدول التي ستوفد كبار مسؤوليها إلى وارسو، فهي تلك التي تدعو لتشديد النهج حيال إيران، وتشمل إسرائيل، التي يشارك رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في المؤتمر، وحلفاء واشنطن من العرب.

وأكد نتنياهو أن إيران ستتصدر جدول الأعمال، إذ ستجري مناقشة "كيفية مواصلة منعها من ترسيخ وجودها في سوريا، ومنع أنشطتها العدائية في المنطقة، والأهم من ذلك كله، كيفية منعها من الحصول على أسلحة نووية".

وقال مسؤول أمريكي كبير بشأن جدول أعمال مؤتمر وارسو: "ستكون هناك مناقشات بشأن نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وما الذي يمكننا فعله للمساعدة في حمل إيران على أن تكون في وضع أكثر نفعا، وللتصدي بشكل جماعي لبعض من سلوكها الضار في المنطقة".

وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن تكشف الولايات المتحدة في وارسو عن ملامح صفقتها الهادفة لتحقيق تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين على حساب قضيتهم العادلة.

وسيلقي صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنير، الذي يضع اللمسات الأخيرة على "صفقة القرن" المتعلقة بالشرق الأوسط، خطابا نادرا من نوعه خلال المؤتمر يوم الخميس.

ومن غير المرجح أن يخوض كوشنير في كثير من تفاصيل الخطة، غير أن هذه ستكون إحدى المناسبات الأولى التي يتحدث فيها علنا عن المساعي الأمريكية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.

وقال المسؤولون الفلسطينيون إنهم لن يحضروا مؤتمر وارسو بسبب قرار واشنطن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. غير أن العديد من المسؤولين في الدول الخليجية سيحضرون هذا المؤتمر.

ولم يتضح من هم الوزراء العرب الذين سيحضرون، نظرا لأن المنظمين رفضوا نشر قائمة بالمشاركين قبل عقد المؤتمر.

إن استضافة وارسو لهذا المؤتمر فرصة لحكومة اليمين المحافظ في بولندا لتعزيز العلاقات مع واشنطن، في وقت يواجهون فيه عزلة متزايدة داخل الاتحاد الأوروبي، وسط نزاع حول التزام الحكومة بمعايير سيادة القانون.

وقال ميشال بارانوفسكي مدير مكتب صندوق مارشال الألماني في وارسو إن نتيجة المؤتمر يمكن أن تبرز الانقسامات أو تعزز الاتفاق بشأن إيران. وختم: "ستثبت النتائج النهائية إلى حد بعيد ما إذا كان هذا المؤتمر سيظهر زيادة التوافق أو سيبين اتساع هوة الخلاف".

المصدر: رويترز+أ ف ب

13‏/1‏/2019

في خطوة احتجاجية.. إيران تستدعي القائم بأعمال سفارة بولندا

استدعت الخارجية الإيرانية القائم بأعمال السفارة البولندية في طهران احتجاجا على استضافة بولندا مؤتمرا دوليا بشأن إيران والشرق الأوسط ترعاه الولايات المتحدة الأميركية منتصف الشهر المقبل.

وأبلغت الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال البولندي أن ما تقوم به واشنطن هو إجراء عدائي ضد طهران، وأنه على وارسو عدم مسايرة الولايات المتحدة في سياساتها والامتناع عن استضافة المؤتمر.

وأكدت الخارجية الإيرانية أن طهران ستتخذ إجراءات مماثلة إذا لم تعد بولندا النظر في مواقفها، ونقلت عن القائم بالأعمال البولندي قوله إن المؤتمر ليس موجها ضد إيران، وإن هناك اختلافا في المواقف بشأن المؤتمر بين المسؤولين البولنديين والأميركيين.

وأشار القائم بالأعمال البولندي إلى العلاقات التاريخية بين البلدين، وقال إنه سينقل مذكرة احتجاج طهران إلى مسؤولي حكومة بلاده.

وفي رد على تصريحات المسؤول البولندي، نقلت وكالة فارس الإيرانية عن رئيس الدائرة الأولى لشرق أوروبا في الخارجية الإيرانية تأكيده أن هذه الإيضاحات غير كافية.

وأكد المتحدث ذاته ضرورة اتخاذ قرار عاجل من قبل الحكومة البولندية للتعويض عن ذلك، مؤكدا أن طهران ستضطر في غير هذه الحالة إلى اتخاذ خطوات للرد على ذلك.

نفوذ إيران
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد أعلن الجمعة أن بولندا ستستضيف يومي 13 و14 فبراير/شباط القادم مؤتمرا تنظمه الولايات المتحدة هناك للتركيز على النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.

وبحسب الوزير الأميركي، تركز القمّة على "استقرار الشرق الأوسط والسلام والحرّية والأمن في هذه المنطقة، وهذا يتضمّن عنصرا مهما هو التأكد أن إيران لا تمارس نفوذا مزعزعا للاستقرار".

وقالت الولايات المتحدة وبولندا في بيان مشترك إن وزراء من أنحاء العالم سيدعون لحضور القمّة في وارسو. غير أن البيان لم يذكر إيران بالتحديد، وقال إن الاجتماع سيركز على "شرق أوسط أكثر سلاما واستقرارا".

وبولندا التي تقودها حكومة شعبويّة يمينيّة، حليف قديم للولايات المتحدة وتتمتع بعلاقات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أفضل من ألمانيا وفرنسا. 

وأعاد ترامب فرض عقوبات على إيران سعيا لتغيير نهج النظام، لكنه لم يلق دعما لدى حكومات غربية تقول إن طهران تطبّق بنود الاتفاق المدعوم من الأمم المتحدة.

غير أن موقف ترامب المتشدد من طهران لقي ترحيبا من حليفي الولايات المتحدة الإقليميين السعودية وإسرائيل.

وردّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر، قائلا إن "الحكومة البولندية لا يمكنها محو العار، ففي حين أنقذت إيران بولنديّين خلال الحرب العالمية الثانية، تستضيف (بولندا) الآن سيركا مضادا لإيران"