مشاكل البروستاتا
البروستاتا هي غدة موجودة في حوض الرجل وتقع مباشرة تحت المثانة يمر منها مجرى البول والمسالك المنوية ، للبروستاتا أيضا دور في إفراز نسبة معينة من السائل المنوي وتدفقه كما أنها تعمل كمضاد للبكتيريا ويبلغ حجم البروستاتا العادية من 15 إلى 20 غ وتنمو خلال سن البلوغ وبصفة أكبر بعد سن الخمسين .
للبروستاتا جزئين رئيسيين هما البروستاتا الخارجية أو البروستاتا المحيطة والبروستاتا الداخلية أو الانتقالية . تصاب البروستاتا الداخلية بالتضخم الحميد وهو يتكون في نواة البروستاتا ويمكن أن يضغط في كثير من الأحيان على مجرى البول فيعطي أعراضا كتقطع البول وغيرها من الأعراض التي تصيب المسالك البولية . تصاب البروستاتا الخارجية عادة بسرطان البروستاتا والذي لا يعطي في بدايته أي أعراض لأنه يقع بعيدا عن المسالك البولية على عكس التضخم الحميد ولكن عند تطوره يمكن أن يتسبب في ظهور عدة أعراض أخرى .
الأمراض التي تصيب البروستاتا
التهاب حاد في البروستاتا : تكون من أعراض الالتهاب الحاد للبروستاتا يكون ناتجا عن عدوى بكتيريا وتصاحبه ارتفاع درجات الحرارة للجسم وعدة أعراض أخرى على غرار تقطع البول وشعور بالحرقة الشديدة ويحتاج علاجا سريعا عادة
الالتهاب المزمن للبروستاتا : يحدث هذا الالتهاب المزمن نتيجة عدوى جرثومية ويبدأ المرض في الظهور تدريجيا لذلك لا يمكن اكتشافه إلا متأخرا بسبب عدم وجود أعراض في البداية وعند ظهور الأعراض تكون متمثلة عادة في الشعور بأوجاع في تلك المنطقة.
التضخم الحميد : يتكون التضخم الحميد في المنطقة الوسطى للبروستاتا فيضغط على مجرى البول لذلك يتسبب هذا التضخم عادة في تقطع البول ويمكن أن يصل إلى حد احتباسه كما يكون المصاب بهذا النوع من التضخم غير قادرا على مسك البول ويشعر دائما برغبة مستعجلة في التبول ، ومن أعراض هذا التضخم أيضا كثرة التبول الليلي التي تؤثر على جودة النوم وبالتالي تؤثر على حياة الفرد فتجعله يعاني من صعوبات في التركيز ومشاكل في الذاكرة جراء نقص النوم.
سرطان البروستاتا : لا يكون سرطان البروستاتا في مراحله البدائية حاملا لأي أعراض نظرا لبعده عن المسالك البولية لذلك يجب الاهتمام بالجانب التوعوي والتذكير دائما بأهمية التقصي المبكر حول سرطان البروستاتا لأنه في الحالات البدائية يكون العلاج أنجعا وأسهل . ويصيب هذا النوع من السرطان غالبا المسنين ممن تجاوزا 65 أو 70 سنة
التشخيص
تحدث عملية التشخيص أولا عن طريق الفحص السريري إلى جانب القيام باختبار مستضد البروستاتا النوعي وهو بروتين تنسجه كل الخلايا السرطانية وغير السرطانية لذلك إذا أثبتت الفحوصات ارتفاع نسبة المستضد في الدم يتم اللجوء إلى الفحص بالرنين المغناطيسي أو سحب خزعة التي تمكن من اكتشاف الورم إذا كان موجودا .
الأسباب
يمثل الجانب الوراثي عاملا مهما في الإصابة بسرطان البروستاتا ذلك أن الدراسات أثبتت أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع الإصابة بسرطان البروستاتا يكونون أكثر عرضة للإصابة به مقارنة ببقية الأشخاص هذا وتكشف الدراسات أيضا أهمية الجانب الجيني أيضا فسرطان البروستاتا يكون أكثر انتشارا في إفريقيا السوداء مقارنة بشمال إفريقيا. ويؤثر نمط الحياة أيضا على الترفيع من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا فالأشخاص الذين يستهلكون اللحوم والمواد الغنية بالدهنيات والزلاليات الحيوانية ومرضى السمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا .
المضاعفات
بالنسبة للتضخم الحميد للبروستاتا في حال لم يتم علاجه وبقي الشخص يعاني من تقطع البول يمكن أن تتطور الحالة وتصل حد احتباس البول ومن الممكن أن يؤدي احتباس البول بدوره إلى ارتفاع الضغط على المثانة فتنتفخ وقد يصل هذا الانتفاخ إلى الكلى فيسب قصورا كلويا . أما بالنسبة لسرطان البروستاتا لا يشكل في بدايته أي مشكل إلا إذا تطور المرض لأنه سينتشر في باقي أعضاء الجسم وسيمس العظم خاصة فيتسبب في حدوث أوجاع ونقص في الوزن كما يمكن أن يؤثر سرطان البروستاتا أيضا على المسالك البولية فيتسبب في تقطع البول وخروج الدم البول .
العلاج
في حالة التضخم الحميد وإذا كانت الأعراض ضاغطة على مجرى البول يمكن للمختص أن يصف أدوية تساعد على ارتخاء البروستاتا وتخفف من الضغط ولكن إذا وصلت الأعراض إلى حد احتباس البول يمكن المرور إلى الحلول الجراحية إما عن طريق المنظار أو من خلال الجراحة الكلاسيكية . أما بالنسبة لسرطان البروستاتا فيمكن تقسيم درجات تطور المرض إلى ثلاث مراحل بدائية ومتوسطة ومتقدمة وفي المرحلة البدائية قد لا يستحق المريض سوى متابعة مستمرة مع المختص دون الحاجة إلى علاجات خاصة إذا كان متقدما في السن وبالتالي لا يستحق تدخلا علاجيا إلا إذا بدأت الخلايا في الانتشار ، وبالنسبة للمرحلة المتوسطة أو المتقدمة فإنها تحتاج بالضرورة إلى تدخل علاجي ويكون العلاج إما باعتماد الأشعة أو الجراحة حسب الحالة الصحية للمريض. أما في الحالات المتقدمة قد يحتاج المريض علاجا كيميائيا وعلاجا موجها يطيل في حياة المريض بحيث يحول السرطان من مرض خطر قد يؤثر على حياة الإنسان إلى مرض مزمن يتطور ببطء شديد .