آخر الأخبار

1‏/9‏/2023

الاعتداء العاطفي والجسدي يفاقم حدة أعراض سن اليأس
كشفت دراسة حديثة أن أعراض سن اليأس قد تكون أكثر حدة بالنسبة للنساء اللاتي عانين من الإساءة من قبل شركائهن خلال فترة الخصوبة.

وأظهرت الدراسة التي أجريت على ألفي امرأة، أن الانتهاك العاطفي يزيد من احتمالات الأرق وارتفاع ضغط الدم والمشاكل المهبلية بنسبة 60%، ووجدت نتائجها أيضا أن من عانين من سوء المعاملة الجسدية، زاد احتمال تعرضهن للتعرق الليلي بنسبة 50%.
كما تضاعف لدى النساء اللواتي عانين من اضطراب ما بعد الصدمة بعد تعرضهن للإيذاء، خطر المعاناة من الأعراض الموهنة، والتي غالبا ما تصاحب المرحلة النهائية من فترة الخصوبة لدى النساء، بنحو ثلاث مرات.
وجاءت هذه النتائج التي توصلت إليها جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، بعد أشهر فقط من دراسة أجرتها مدرسة “بيت” للطب، وجدت من خلالها أن الاعتداء الجنسي والعنف بين الشريكين كان لهما تأثير طويل الأمد على صحة المرأة، مما يضاعف خطر إصابة النساء بارتفاع ضغط الدم والقلق.

وعادة ما يلقى اللوم على التغيرات البيولوجية والهرمونية بشأن حدة أعراض انقطاع الطمث، فضلا عن الظروف الصحية المزمنة التي تحدث بمعدل أعلى، أثناء وبعد انقطاع الطمث، وفقا للمؤلفة الرئيسية في الدراسة “كارولين جيبسون” أخصائية علم النفس السريري التابع لإدارة “UCSF” للطب النفسي.

وقالت جيبسون: “الإجهاد المتصل بالإيذاء العاطفي والتعرض للصدمات الأخرى قد يؤثر على التغيرات الهرمونية والفسيولوجية في سن اليأس والشيخوخة”.
وعندما تصل النساء إلى نهاية سن الإنجاب، تعاني العديد منهن من أعراض نفسية وجسدية مؤلمة، فيما تواجه بعضهن حالات أكثر اعتدالا من الأخريات.
وقد تبدأ مرحلة انقطاع الطمث في منتصف الأربعينيات، فيما قد تصل بعض النساء إلى منتصف الخمسينات ليواجهن هذه الحالة، والبعض منهن يتحملن أعراض انقطاع الطمث لمدة سنة أو سنتين، فيما قد تستغرق هذه الأعراض عقدا من الزمان لدى الأخريات.

ومن شبه المستحيل التنبؤ بما يمكن أن تعايشه أي امرأة خلال تلك المرحلة.
ويقول الباحثون إن النساء اللواتي يعانين من فترات مؤلمة، خلال مرحلة الخصوبة، قد يكن أكثر عرضة للمعاناة أثناء انقطاع الطمث، فيما يقول باحثون آخرون إن عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة، هو أحد عوامل حدة أعراض انقطاع الطمث، ولكن هذه التفاسير لا يمكن تطبيقها على جميع النساء وفقا للدراسات والبحوث.
ولذلك، يقول الباحثون المشرفون على هذه الدراسة الحديثة، إنه، كما هو الحال مع معظم الأمور المتعلقة بصحة المرأة ، فإن الأمر معقد ومتعدد الوظائف وغير مدروس.
ويمكن أن يكون العرق أو الإجهاد، أو قد يكون النظام الغذائي، أو ربما تكون الهرمونات، أو الوراثة، هي السبب في الأعراض الحادة لانقطاع الطمث.

وقالت الدكتورة ريبيكا ثورستون من جامعة إليزابيث ميلر، إن هذه الدراسة: “هي نقطة انطلاق لتوسيع فهمنا لما يؤثر على أعراض انقطاع الطمث، وكيف يمكن للعنف غير الجسدي أن يكون له تأثير عميق يؤدي إلى ظهور الأعراض الجسدية بعد ذلك بسنوات”.

وأضافت أن: “الوعي المستمر بالطرق التي يؤثر بها العنف على الصحة (بما في ذلك أعراض انقطاع الطمث)، يعد أمرا مهما، لكنه غير كاف دون اتخاذ تدابير إضافية”.

ماهية الحب بين بين الاعصاب والحس النفسي

علم الأعصاب والوقوع في الحب

 تشير الدراسات الحديثة وكهرباء الدماغ إلى أن الافتتان يؤثر بقوة في مناطق الدماغ البشري المسؤولة عن الغرائز، ما يبين أن «الشعور»، الذي يشار إليه عمومًا باسم الحب (بمعنى الولع أو لهفة الحب الأولى) في ارتباطه الكيميايئ الحيويي. على اتصال قوي مع الغرائز البيولوجية.

في بعض الأحيان تدوم الآثار التي تترافق في الغالب مع الحب (الولع، اللهفة، الافتتان) أيضًا على عمليات الغدد الصم العصبية التي تكمن وراء هذه الظاهرة وتشكل أصلها، والتي يجب البحث عنها في النشاط الجنسي، والذي بدوره يخضع بشكل كبير للسيطرة على الغدد الصم العصبية في الدماغ البيني. أخيرًا وليس آخرًا، تلعب المواد الأفيونية الداخلية للفص النخامي دورًا في هذا المجال.

إذا وقع شخص ما في الحب، فإن العديد من أشباه الكيميائيات (semiochemical) تسبب شعور بالابتهاج (الدوبامين) والانفعال والاستثارة (الأدرينالين) ومشاعر السعادة والغبطة العميقة (الإندورفين والكورتيزول) بالإضافة إلى زيادة الرغبة الجنسية (نقص هرمون التستوستيرون في الرجال، زيادة النساء). بالمقابل، الأوقات التي لا يكون المرء مع الشخص المحبوب يمكن أن تشعر بأنها مؤلمة للغاية لدرجة اليأس.

كذلك تُفرز العطور الجنسية (الفيرومونات) بشكل متزايد. من ناحية أخرى، ينخفض مستوى السيروتونين بشكل حاد، مما يجعل حالة الوقوع في الحب عند هذه النقطة مشابهة للعديد من الاضطرابات النفسية. هذا يساهم في كون العشاق في حالة تشبه حالة كون الإنسان «ليس في كامل قواه العقلية» مؤقتًا ويمكنه القيام بأفعال غير عقلانية ومتهورة. بعد مرور بعض الوقت (بضعة أشهر)، يعتاد الجسم على هذه الجرعات وبالتدريج (وفقًا لمنظمة الصحة العالمية بحد أقصى بعد 24 إلى 36 شهرًا) ينهي الدماغ حالة «تسمم الحس» هذه.

الأساس النفسي للحب

يُصور علم النفس الحب كظاهرة اجتماعية، صاغ عالم النفس روبرت ستيرنبرغ نظرية تقول بأنَّ الحب يرتكز على ثلاثة مكونات مختلفة: الارتباط والعلاقة الحميميَّة، الالتزام، الانجذاب الجنسي والعاطفي، في العلاقة الحميمة يتقاسم الشريكان في الثقة وتفاصيل الحياة الشخصية المختلفة، أمَّا الالتزام هو محاولة استمرار العلاقة وديمومتها، إنَّ أي نوع من أنواع الحب يجب أن يشمل واحداً من المكونات الثلاثة السابقة على الأقل.

تمَّ تطوير العديد من النظريَّات التي تُفسِّر العلاقات والترابط بين البشر في السنوات الأخيرة، البعض يقسم الناس لنوعين النرجسيِّين أو المتميِّزين بالإيثار، بدوره يؤكِّد الباحث في علم النفس التطبيقي سكوت بيك في أعماله أنَّ الحب هو الاهتمام بالجانب الروحي للشريك ويصف الحب بأنَّه عمل أو نشاط وليس مجرَّد شعور.

وكذلك فعل عالم النفس إيريك فروم في كتابه «فن المحبة» عندما أكَّد أنَّ الحب هو أفعال وليس شعور سطحي مجرَّد، لأنَّ المشاعر الناتجة عن الحب تدفع المرء للالتزام بسلسلة من الأفعال، وفي النهاية يخلص فروم إلى أنَّ الحب ليس شعور بل هو التزام، ويصف فروم الحب بأنَّه اختيار إرادي واعي رغم أنَّه قد ينشأ في مراحله الباكرة كشعور غير إرادي ولكن مع استمرار الحب وتطوُّره سيعتمد على الالتزام الواعي الإرادي ولن يعتمد على المشاعر فقط.

الأساس التطوُّري للحب

حاول علم النفس التطوري تفسير الحب كوسيلة للبقاء، فالبشر يعتمدون على مساعدة الوالدين لفترة أطول من أعمارهم مقارنة بالثدييات الأخرى وهنا يمكن اعتبار الحب بمثابة آلية لتعزيز واستمرار دعم الوالدين للطفل لهذه الفترة الزمنية الطويلة، حتى تشارلز داروين نفسه حدَّد خصائص فريدة للحب البشري مقارنة بالثدييات والكائنات الأخرى وأكَّد أنَّ الحب عامل رئيسي في دعم النظام الاجتماعي البشري الذي مكَّن من تطوُّر وسيطرة النوع البشري، من العوامل الهامة التي يجب ذكرها هنا أنَّ الأمراض المنقولة بالجنس بين البشر تُسبِّب انخفاض الخصوبة وأذيَّات للجنين وزيادة المضاعفات أثناء الولادة وهذا كلُّه يدعم العلاقات الأحادية بين البشر على تعدُّد العلاقات.