آخر الأخبار

22‏/1‏/2019

القصة كاملة قصيدة صوت صفير البلبل للاصمعي
صوت صفير البلبل
قصيدة نظمها الأصمعي يتحدى بها الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور بعد أن ضيق على الشعراء فهو كان يحفظ القصيدة من أول مرة يسمعها فيها فكان يدّعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من القاء القصيدة يقوم الخليفة بسرد القصيدة إليه، 

وكان لديه غلام يحفظ القصيدة بعد أن يسمعها مرتين فكان يأتي به ليسردها بعد أن يلقيها الشاعر 
ومن ثم الخليفة وكان لديه جارية تحفظ القصيدة من المرة الثالثة فيأتي بها لتسردها بعد الغلام ليؤكد للشاعر بأن القصيدة قد قيلت من قبل وهي في الواقع من تأليفه. 
و كان يعمل هذا مع كل الشعراء ،فأصيب الشعراء بالخيبة والإحباط خاصة أن الخليفة كان قد وضع مكافأة للقصيدة التي لا يستطيع سردها وزن ما كُتبت عليه ذهباً،
 فسمع الأصمعي بذلك فقال: "إن في الأمر مكراً وحيلة". فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني ولَبِسَ لِباسَ الأعراب وتنكر حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير
 فدخل على الأمير وقال: إِنَ لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك، فألقى عليه قصيدة صوت صفير البلبل وبعد انتهائه من قول القصيدة لم يستطع الخليفة أن يذكر شيئا منها.
 ثم أحضر غلامه فلم يتذكر شيئاً أيضاً لأنه يحفظها بعد مرتين من سردها، ثم أحضر الجارية فهي الأخرى لم تتذكر شيء، فقال له الخليفة: سوف أعطيك وزن لوح الكتابة ذهبًا فعلى ماذا كتبتها؟
 فقال له الأصمعي: لقد ورثت عمود رخام من أبي فنقشت القصيدة عليه، وهذا العمود على جملي في الخارج يحمله عشر جنود. فأحضروه فوزن الصندوق كله.
 فقال الوزير: يا أمير المؤمنين ما أظنه إلا الأصمعي. فقال الأمير: أمط لثامك يا أعرابي. فأزال الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي. فقال الأمير: أتفعل هكذا بأمير المؤمنين يا أصمعي؟!
 قال: يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا.
 قال الأمير: أعد المال يا أصمعي. قال: لا أعيده.
 قال الأمير: أعده.
 قال الأصمعي: بشرط. قال الأمير: فما هو؟
 قال: أن تعطي الشعراء على قولهم ومنقولهم. قال الأمير: لك ما تريد.

كلمات صوت صفير البلبل
(الأصمعي)
صـوت صفير الـبلبـلِ هيج قلبي الثملِ
الماء والزهر معاً مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلِ
وأنت يا سيد لي وسيدي ومولى لي
فكم فكم تيمني غُزَيلٌ عُقيقلي
قطَّفتَه من وجنةٍ من لثم ورد الخجلِ
فقال لا لا لا لا لا وقد غدا مهرولِ
والخوذ مالت طرباً من فعل هذا الرجلِ
فولولت وولولت ولي ولي يا ويل لي
فقلت لا تولولي وبيني اللؤلؤ لي
قالت له حين كذا انهض وجد بالنقلِ
وفتية سقونني قهوة كالعسل لي
شممتها بأنفيَ أزكى من القرنفلِ
في وسـط بستان حلي بالزهر والسرور لي
والعود دندن دنا لي والطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطب طب طبطب طبطب لي
والسقف سق سق سق لي والرقص قد طاب إلي
شـوى شـوى وشاهش على ورق سفرجلِ
وغرد القمري يصيح ملل في مللِ
ولو تراني راكباً علــــى حمار أهزلِ
يمشي على ثلاثة كمشية العرنجلِ
والناس ترجم جملي في السوق بالقلقللِ
والكل كعكع كعِكَع خلفي ومـــن حويللي
لكن مشيت هارباً من خشية العقنقلِ
إلى لقاء ملكٍ معظمٍ مبجلِ
يأمر لي بخلعةٍ حمراء كالدم دملي
أجر فيها ماشياً مبغدداً للذيلِ
أنا الأديب الألمعي من حي أرض الموصلِ
نظمت قطعاً زخرفت يعجز عنها الأدبُ لي
أقول في مطلعها صوت صفير البلبلِ


26‏/12‏/2018

حذاء الطنبوري.. أنحس رجل في التاريخ



بسبب حذائه كاد «الطنبوري» أن يفقد عقله، ففي بغداد عاش هذا التاجر الشهير، متسمًا بالبخل رغم غناه، قبل أن يشتهر هذا الحذاء بـ«لعنة» أصابت الرجل، حيث توارد عن قصة حذاء الطنبوري أنه كلما انقطع جزء منه كان يقوم بترقيعه؛ ويضع قطعة من القماش أو الجلد ويخيطها به، ومع مرور الوقت أصبح الحذاء ثقيلا بشكل كبير. 
الحذاء والقمامة
حاول «أبو القاسم» إلى التخلص منه، إلا أن الحذاء بدأ لعنته ومحاسبته على ما فعله فيه خلال السنوات الماضية، لم يعد في الحذاء قيد أنملة للترقيع، وبعد أن أصبح من الثقل على ارتدائه، قرر الطنبوري البخيل جدًا التخلي عن رفيق السنين – حذائه – وقام بالفعل بإلقائه في القمامة الكائنة أمام منزله.

بعد ذلك ذهب الطنبوري لشراء زجاجة عطر من أحد المحال؛ ثم عاد إلى المنزل ووضعها على أحد الرفوف المقابلة لنافذة تطل على الشارع، وعندما مر أحد الجيران وجد الحذاء وبحكم أنه كان مشهورا أكثر من الطنبوري نفسه، التقطه وقذفه داخل المنزل ظنا منه أنه وقع بالخطأ، واصطدم الحذاء بزجاجة العطر وأوقعها على الأرض وتحطمت عن أخرها، وحينما رآها الطنبوري حزن حزنا كثيرا، فكم من المال تشربته الأرض عطرا؛ وهو الذي يمسك على يديه حد البخل.

الحذاء والنهر
سألقيه في النهر، ردد الطنبوري هذه الجملة، وهو يمسك بالحذاء غاضبا، بعد أن تسبب في تحطيم زجاجة العطر، وبالفعل توجه إلى النهر وألقاه فيه، ثم عاد إلى منزله ظنا منه أنه تخلص منه دون رجعة، إلا أنه عندما رأى أحد الصيادين الحذاء، عرفه وظن أنه ألقي في النهر بالخطأ.

وما إن انتهى الصياد من عمله واصطاد قوت يومه، توجه إلى منزل الطنبوري ووضعه على سطح بيته حتى يجف، فجاءت قطة وحملته فرآها أبو قاسم واعتقد أنها قطعة من اللحم فقام بنهر القطة وطاردها وظلت تجرى منه على سقف المنزل فأوقعت الحذاء على رأس امرأة حامل، مما أدى إلى إجهاضها، فحكم قاضي المدينة بدفع أبو القاسم دية للجنين وعاقبه وأعطاه الحذاء مرة أخرى.


الحذاء والمصرف
كان الطنبوري في كل مرة يقاوم فكرة أن يكون هذا الحذاء لعنة أصابته، غير أنه بعد موقف المرأة الأخير وتسبب الحذاء في إجهاضها، أيقن أنه لعنة أصابته ويجب التخلص منها للأبد، واهتدى تفكير الطنبوري إلى رمي الحذاء في المصرف الخاص بالقرية.

بعد يومين من إلقائه في المصرف تسبب في انسداده، وعندما وجدوا الحذاء في المصرف أبلغوا السلطات التي قامت بدورها بتسليمه إلى قاضي المدينة الذي حاكمه وأمر بسجنه لمدة أسبوع، وبعد انتهاء المدة أعطاه الحذاء.

الحذاء والحمام
خرج الطنبوري من السجن، وجلس يفكر كيف يمكن التخلص من تلك اللعنة، وبعد تفكير كثير استقر به الحال إلى أن يذهب إلى حمام المدينة ويترك الحذاء هناك والذي ربما يضيع بين الأحذية الكثيرة هناك، أو قد يطمع فيه أحد الفقراء، وبالفعل قام بذلك.
لسوء حظ التاجر، فقد أحد الأثرياء حذائه في نفس اليوم، وحتى يعلموا من سرق الحذاء قامت إدارة الحمام بتتبع كل من أخذ حذائه أو أولئك الذين نسوه، فوجدوا أن الطنبوري هو الوحيد الذي ترك حذائه، فظنوا أنه هو السارق، وتم تقديمه للمحاكمة مرة أخرى، وتم حبسه لفترة وبعد ذلك أعطوه الحذاء بعد انتهاء مدة عقوبته.



الحذاء والصحراء
أي لعنة أصابتني؛ وهل هذا انتقام من الحذاء بسبب سنوات الشقاء التي عايشها معي، هل هذا عقاب على بخلي؟، أسئلة كثيرة تقاذفت إلى عقل الطنبوري، ولكن السؤال الأهم الذي شغل الجانب الأكبر من تفكيره، كيف يمكن التخلص من هذا الحذاء.

أخذ التاجر المنحوس يفكر كثيرا وكثيرا حتى هداه تفكيره أخيرًا إلى أن يذهب بهذا الحذاء إلى الصحراء ويدفنه بعيدا عن الناس، وبالفعل توجه إلى الصحراء، وأخذ في الحفر، ثم وضع الحذاء وقام بإهالة الرمال عليه، ولكن حينما كان يقوم بدفنه رآه بعض الحراس فظنوا أنه قاتل، وأنه يقوم بدفن الجثة، ولأنه لعنة الحذاء مازالت عرض مستمر، قام الحراس بالحفر في المنطقة التي كان يقف بها، فوجدوا بخلاف الحذاء جثة أحدهم مدفونة في نفس البقعة.

صك التنازل
بعد ذلك قام الحراس باقتياده إلى القاضي الذي أمر بحبسه، وظل أبو القاسم حبيس القضبان حتى استطاع أن يثبت براءته، وحينما أعطاه القاضي الحذاء مرة أخرى، كان خلال فترة حبسه وصل إلى الحل المناسب للتخلص من هذا الحذاء واللعنة التي تلاصقه، وأخبر القاضي أنه يريد أن يتنازل عن الحذاء، وبالفعل وافق القاضي وكتب له صك تنازل عن الحذاء إلى الأبد، وصارت قصته هو والحذاء مضرب للمثل.