البوع والكوع يجهل كثيرٌ من الناس التفريق بين البوع والكوع، وهذا بسبب تداخل معانيها وتشابه أسمائها لديه، فأصبح لهذا التشابه مثل يطلق فيه على من يجهل شيء، بأن يقال عنه "لا يعرف بوعه من كوعه"، ولكن لم يرد في المعاجم اللغويّة ما يشير إلى مثل هذا المثل، في حين كان يقال للشخص البليد، لا يعرف "كوعه من كرسوعه"، ويستخدم معظم الناس كلمة (كوع) للدلالة على المفصل الذي يفصل بين الزند والعضد، بينما يقصد بالكوع في أصل اللغة أنها العظمة التي تلي إبهام اليد، في الوقت الذي يستخدم فيه الناس لفظ الزند في وقتنا هذا للدلالة على معصم اليد، والبعض يدعوه بالرسغ، والرسغ في أصول اللغة يدل على العظمة التي تلي الأصبع الأوسط.
الفرق بين البوع والكوع إذاً ما اتّضح لدينا هو أنّ تفسير أغلبية الناس لمعنى البوع والكوع خاطيء، ما يتلخّص لدينا هنا أنّ الكوع هو: أطول عظمة في إبهام اليد، والتي يصل طولها إلى ما بين الإبهام والزند، وقد ورد في المعجم الوسيط معناها على أنّه طرف الزند الذي يلي للإبهام، وجمع كلمة كوع هو أكواع أو كيعان، أمّا البوع فهو: ورد في معجم الوسيط تعريف كلمة البوع على أنه العظمة التي تلي إبهام الرِّجل
كيف فسر العلماء معنى الكوع والبوع كان من عادة العلماء قديماً إن أراد أحدهم توضيح بعض الأمور أن يذكروها في أبياتٍ شعرية، ليسّهلوا على عامة الناس وعلى الطلاب بشكل خاص فهمها، وقد ورد في قولهم عن الكوع والبوع الأبيات الشعرية التالية: الكوع والبوع والكرسوع إن أشكلاً ما يلي إبهامك الكوعُ والخنصر الصغرى فكن ذاكراً فما يلي ذلك الكرسوعُ والرِجل إن جاءت بتذكاره فما يلي إبهامها البوعُ