"جمرايا"طبيعة العملية: غارة جوية تحت جنح الظلام. الهدف:
طبيعة العملية: غارة جوية تحت جنح الظلام. الهدف:
موقع للبحوث العلمية التابعة للصناعات العسكرية السورية، في جمرايا شمال شرق دمشق. التوقيت: بعد يومين على مكالمة هاتفية بين الرئيس باراك أوباما ورئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي أوفد مستشار الأمن القومي يعقوب عاميدرور إلى موسكو نهاية الأسبوع الماضي في زيارة قالت تل أبيب إنها لبحث مسألة الأسلحة الاستراتيجية السورية. وما ذكرته تقارير صحيفة أجنبية عن ارتفاع وتيرة التنسيق الأمني بين "إسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً، وذلك بعد وصل رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية "أمان" الجنرال "افيف كوخافي"، الثلاثاء، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، من أجل إجراء مشاورات مع جهات أمريكية على خلفية التقارير التي أفادت بأن سلاح الجو الإسرائيلي قصف قافلة كانت تنقل سلاحاً على الحدود السورية اللبنانية. وعلى خلفية المواضع التي تناولتها الزيارة، قال مصدر إسرائيلي - رفض الإفصاح عن هويته : "إن هناك أشخاص يقولون أن الجيش الإسرائيلي لن يعارض الفرضية التي تشير إلى نشوب مواجهة مع منظمة حزب الله اللبنانية على الحدود الشمالية مع إسرائيل، وفكرة إخراجه من اللعبة كما حدث في الآونة الأخيرة مع حركة حماس في قطاع غزة". وحسبما ذكر موقع القناة العاشرة الإسرائيلية، وفقاً لمصادر أمريكية، فإن الجنرال "كوخافي" التقى خلال الزيارة مع عدد من القيادات في البنتاغون، من بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال "مارتن دمبسي"، وفي ذات الشأن تطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" الثلاثاء، خلال اجتماع ضم عدد من أعضاء الكونغرس في القدس، إلى موضوع التنسيق والتعاون المستمر بين "إسرائيل" والولايات المتحدة بخصوص ملف السلاح الكيميائي السوري، قائلاً: "أن هناك تعاون وثيق مع الولايات المتحدة ويشمل كل المجالات بما فيه تطورات الوضع في سوريا". وأعلن الجيش اللبناني الأربعاء، بأن سلاح الجو الإسرائيلي اخترق الأجواء اللبنانية ونفذ ثلاث طلعات بمشاركة أربعة طائرات قتالية في كل مرة، وبعد وقت قصير نقلت مواقع إخبارية دولية عن مصادر أجنبية تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي لهجوم على الحدود السورية اللبنانية استهدف قافلة لنقل السلاح، وعلى خلفية هذه الحادثة جاءت زيارة رئيس الاستخبارات لواشنطن، تلك الطلعات كانت للتمويه على العملية. الاستعدادات: كان أبرزها نشر منظومات القبة الحديدية المضادة للصواريخ في الجولان السوري المحتل، مع تسريبات عن إمكان قيامها بعملية عسكرية "خاطفة" في سوريا أو لبنان تحت عنوان الخوف من انتقال الأسلحة الكيميائية السورية إلى جهات "إرهابية" بينها حزب الله. السياق: تأكد خطأ كل التنبؤات الإسرائيلية بشأن قرب سقوط النظام السوري "خلال أسابيع" وهي التوقعات التي أطلقها مسؤولون إسرائيليون خلال العام الفائت. أما الهدف، فيبدو واضحاً أن الدولة العبرية أرادت رسم خطوط حمراء، لكل من يعنيه الأمر، وفي مقدمته القيادة السورية التي تحقق وحداتها المسلحة تقدماً ملموساً في الميدان، بأن هناك حدوداً لا يمكن دمشق وداعميها تجاوزها، وإلا خاطرت بدخول إسرائيلي عسكري مباشر في المعركة، مراهنة على ما يبدو على أرجحية اختيار الطرف السوري عدم الرد، على ما درجت عليه العادة خلال تجارب ماضية، كان آخرها استهداف منشأة دير الزور في عام 2007 تحت عنوان أنها منشأة نووية. بدأ الاعتداء الإسرائيلي على سوريا، من ناحية فعلية، قبل نحو أسبوعين. هجمة تصريحات ومواقف، وتهديدات بالجملة، بدأها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال زيارته الأخيرة للجولان المحتل، رافقتها تهديدات أطلقها قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، يائير غولان، تضمنت عدم استبعاد تدخل عسكري مباشر داخل الأراضي السورية، بل وأيضاً، احتلال مناطق وإقامة حزام أمني، على شاكلة الحزام الأمني السابق في لبنان، وبمشاركة من "أنطوان لحد سوري" أعقب ذلك جلسات لمنتدى وزراء التسعة في الحكومة الإسرائيلية، وجلسات شبيهة، برئاسة نتنياهو، شارك فيها مسؤولو المؤسستين الأمنية والعسكرية، لدراسة "الخطر السوري، والسلاح الاستراتيجي في حوزة النظام في دمشق". لم يرشح عن هذه الجلسات الكثير من التفاصيل، لكن تصريحات نتنياهو نفسه، إضافة إلى تصريحات أطلقها عدد من الوزراء، ومن بينهم نائب رئيس الحكومة، سيلفان شالوم، كانت واضحة: إسرائيل ستستخدم القوة العسكرية المباشرة، لمنع "انزلاق" السلاح السوري الاستراتيجي إلى لبنان. ديوان رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، طلب من وزرائه عدم الإدلاء بأي تصريح أو الرد على أسئلة الإعلاميين عن التقارير التي تتحدث عن هجوم إسرائيلي على الأراضي السورية. وبحسب الإعلام العبري، فإن هذا الصمت، يسري أيضاً على الإعلاميين والمعلقين، ويمنع عليهم الإدلاء بأي معلومات تصل إليهم. واكتفت وسائل الإعلام بنقل الخبر عن وكالات الأنباء الأجنبية. لكن كل التعليقات الإسرائيلية بنت تحليلاتها على الصمت السوري، مراهنة على أن دمشق ستتجاهل الغارة "لمنع الإحراج". وأكد المراسل العسكري للقناة العاشرة في التلفزيون العبري، نير دفوري، أن الرقابة العسكرية تمنع بنحو كامل الإدلاء بمعلومات، وأشار إلى أن المنع ينسحب على الإدلاء بتعليقات، أيضاً على ما نشرته وكالة رويترز للأنباء، التي كانت أول من أشار إلى الهجوم، مشيراً إلى أن "كل من نتصل به من المسؤولين، يرفض التطرق إلى الموضوع، أما ما هو مسموح قوله، فهو التأكيد أن إسرائيل جاهزة وعلى استعداد (للتعامل مع التطورات)، لكن كلما تكلمنا أقل، وكلما أبعدنا أنفسنا عن الموضوع، قلّ إمكان تلقي رد". وشددت صحيفة هآرتس على أنّ "من الصعب تصور كيف سيتعامل الرئيس السوري بشار الأسد مع هذه المسألة، في ظل الوضع غير المسبوق، الذي هو فيه، لكن المتغير الذي يجب أن نقف عنده، هو حزب الله". وقال موقع صحيفة يديعوت أحرونوت إن روسيا زودت في العام الماضي، سوريا بمنظومات سلاح متطورة، تضمنت رادارات حديثة جداً، وأيضاً صواريخ بر – بحر، و"لم تعد ذات فائدة لسوريا اليوم، إلا إذا كانت تخطط كي تنقلها إلى حزب الله في لبنان". بدورها، أشارت القناة الأولى العبرية، إلى أن "الحديث عن السلاح الكيميائي، وكأنه هو فقط ما يقلق الكيان الصهيوني في سوريا، ليس حديثاً صحيحاً، إذ إن لدى الجيش السوري أسلحة أخرى، تشكل خطراً على الكيان الصهيوني، كما هي حال منظومات الدفاع الجوي من نوع اس اي 17. وإذا نقلت هذه المنظومات إلى حزب الله في لبنان، فهذا يعني عدم إمكان المحافظة على وجود سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية". وسادت أمس حالة من القلق لدى المستوطنين الإسرائيليين في شمال فلسطين المحتلة، وسط شائعات تناقلت عن مواجهة مقبلة مع لبنان أو مع سوريا، الأمر الذي استتبع تدخلاً من قيادة الجبهة الداخلية لدى البلديات والمجالس المحلية، والطلب منها عدم تغيير إجراءاتها المتبعة، إلى حين تلقي تعليمات مغايرة من الجيش الإسرائيلي. مع ذلك، شهدت المستوطنات حركة تأهيل وتجهيز للملاجئ، واستدعاء الطواقم المختصة بالإنقاذ، للإبقاء على جهوزية حالات الطوارئ. أما بلدية حيفا، فعقدت جلسة خاصة لتقويم الأوضاع، من بينها الاتصال بالمصانع والمنشآت البتروكيميائية في خليج حيفا وجواره، للتأكد من إجراءات السلامة المقررة، ومنعاً لوقوع كارثة، في حال استهداف البتروكيميائيات بصواريخ، عند تردي الوضع إلى مواجهة. وقال رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف، إن النقاشات مستمرة لدى البلدية، للاستعداد لمواجهة أي تصعيد "لا يأمل أحد أن يحصل". الجدير ذكره أن البيان العسكري السوري لم يسقط سهواً عبارة " نحتفظ بحق الرد" وهذا له مدلولات مهمة أن الرد السوري قادم.
0 comments: