كيف تتم الفبركات الإعلامية لقلب صورة الحرب على سورية ؟
كيف تتم الفبركات الإعلامية لقلب صورة الحرب على سورية ؟
لعبت وسائل إعلام عربية دورا في تظهير صورة الأحداث في سورية بطريقة معينة مخالفة في كثير من الأحيان للحقيقة الميدانية وهو ما دفع تحديدا الإعلام السوري الرسمي للرد على ما سماه التضليل وكشف بعض تفاصيله . ولم يكن بعض الإعلام الغربي بعيدا عن ذلك عندما تحدث عن سقوط المهنية والمصداقية عن مثل الوسائل الإعلامية العربية .
لم يعد سرا ذلك الانحدار المهني في التغطية الإعلامية للأحداث في سورية من جانب وسائل إعلام وفضائيات عربية دأبت على بث أخبار سرعان ما تبين أنها فبركات لا تمت للحقيقة بصلة :
الطفل ساري ساعود قالت الجزيرة أن الأمن والجيش السوري قتله، وبرأت منه المسلحين الذين تحدثت عنهم أمه التي رأت بعينها وتمنت لو أن الجيش كان حاضراً، لو الجيش موجود ابني ما مات.. زينب الحصني قالت الجزيرة وغيرها أن الأمن اعتقلها واغتصبها وعذبها ثم قتلها وقطع جثتها، ثم أتت زينب نفسها ولم يكن لقصة الجزيرة وغيرها أساس أصلاً. الطفل مالك سليمان اختطف وشنق ورميت جثته أمام منزل أبيه وقبل علم أخته النائمة بالداخل عرض الخبر على الجزيرة.. أنا كأخوه للشهيد أنا أتهم قناة الجزيرة بأنها كانت على علم مسبق بهذا الأمر، لأنه خلال 10 دقائق ربع ساعة أخته التي في الغرفة الثانية إذا كانت نائمة ولم تفق فوراً يتناقل الخبر على قناة الجزيرة وقناة العربية والبي بي سي
الجزيرة القطرية والعربية السعودية باتت أخبارهما سيئة. ما شكل انحطاطاً للمعايير المهنية الخاصة بالقناتين، خاصة مع التخلي عن ضوابط التقصي البدائية، والإعتماد على متصلين مجهولين ومقاطع فيديو لا يمكن التحقق من مصداقيتها.
هذا ما جاء في تقرير نشرته صحيفة فورين بوليسي الأميركية حول تغطية القناتين للأحداث في سورية الذي انتقد اعتماد القناتين على " شهود العيان" الذي يحملون مقاطع على يوتيوب، تختص بناشطين سوريين، بعضهم ذوو خلفيات مشبوهة، إما يتمركزون خارج سوريا أو داخلها، ويتحدثون عبر سكايب حول أحداث تجري بعيدة مئات أو آلاف الكيلومترات عنهم.
ويرصد تقرير فورين بوليسي الأميركية الكثير من المقالات شككت في مصداقية ما يسمى بـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان" ومقره لندن، والذي كثيراً ما تعتمده الجزيرة مصدراً رئيسا لما يجري ميدانياً في سوريا.
لم تعد الجزيرة تعتمد على اتصالات عشوائية لشهود غير معروف من أين يتحدثون ولا حقيقة ما يذكرون، ولا أحد يقطع ويجزم بصدق ما يقولون غير المحطة التي تتصل بهم. الجيش السوري لا يحرز أي تقدم ولا يقوم بأي إنجازات على الأرض، بل إن ا يسمى الجيش الحر هو الذي يتقدم وينتصر ويسيطر ويدمر ويسقط ويرفع وينزل ويكر ويفر، تماماً هذه هي الصورة التي تقدم على خرائط الجزيرة والعربية وغيرهما، خلال حصص التحليل العسكري التي يقدمانها في نشراتهم برامجهم، الحقائق على الأرض قبل تقرير مراسل الجزيرة بساعات كانت تتحدث عن سيطرة الجيش السوري على حي صلاح الدين، ولكن المراسل كان يصر في كل تقاريره ورسائله على أن ما يسميه الجيش الحر هو المسيطر، فماذا كانت النتيجة، النتيجة كانت أن حتى ما يسمى الجيش الحر وفق ما ذكرت الكثير من المصادر الإعلامية ومنها صحيفة الديار اللبنانية بات يحمل الجزيرة ومراسلها في حلب المسؤولية عن مقتل العشرات منهم، لأن مسلحيهم كانوا لا يتابعون إلا قناة الجزيرة ولا يلتفتون إلى الإعلام السوري من باب الثقة بالجزيرة وبكل ما تقول، فدفعهم تصديق كلام مراسل الجزيرة عن سيطرة رفاقهم على حي صلاح الدين إلى التوجه إلى الحي بشكل عشوائي على أنهم هم المسيطرون، كما سمعوا على الجزيرة ما أدى إلى جعلهم في متناول جنود الجيش السوري الذين كانوا يمتلكون التحكم بالأرض كلياً فقتلوا العشرات منهم.
هذا وسلطت صحف عالمية الضوء على وجود جماعات إرهابية بينها القاعدة في صفوف المقاتلين ضد النظام السوري، لكنّ مثل هذه الإحتمالية، نادراً ما تبث على القناتين العربيتين، إن لم نقل لا تبث أبداً.
ويشير تقرير صحيفة فورين بوليسي الأميركية أنّ الإنتقادات لقناة الجزيرة القطرية تزايدت بالترافق مع تغطيتها المنحازة. وهو ما يؤكده الباحث السوري فادي سالم الذي يتخذ من دبي مركزاً له الذي يتهم القناة. بدفع كميات كبيرة من الأموال لمتصلين مجهولين مع تزويدهم بمعلومات محددة بشأن سوريا، وإعادة تدوير مقاطع يوتيوب لتتناسب مع منطقة محددة من سوريا.
أما في سيدي بوزيد، فكان لافتا ما قام به تونسيون من طرد فريق قناة الجزيرة ومنعهم من تغطية إحدى التظاهرات في المدينة.
ووجه يمنيون أصابع الاتهام للجزيرة القطرية متهمين القناة بحرف الثورة عن مسارها وتوجيهها في المسار الذي يلبي مصالح قطر، وفي مقال للكاتب اليمني محمد عبده العبسي يقول فيه
قطر أول دولة خليجية ساندت إسقاط علي عبدالله صالح ثم ساعدت على إعادة إنتاج نظامه القديم مموهاً عبر تكريس القوى التقليدية وأداء قناة الجزيرة وتحويل ثورة شعب ضد الظلم ونظام حكم بأسره، إلى ثورة مفصلة على شخص وعائلته فقط.
وفسر أستاذ سالم زهران سياسة التضليل التي تمارسها بعض القنوات العربية تجاه الأحداث في سوريا بالقول: ما يجري على الأرض السورية هو في الدرجة الأولى حرب افتراضية، وإذا حاولت أن أعدد وإياك يمكننا أن نعد العشرات بل المئات وربما نصل إلى أكثر من المئات إلى الآلاف من الحالات التضليلية اليومية على مدار اللحظة، يعني على سبيل المثال آخر فصول من فصول التضليل كان الجزم من قبل كل المحطات العربية العبرية ومنها الأميركية الأم وعلى رأسها السي أن أن والبي بي سي أن السيد فاروق الشرع نائب الرئيس السوري قد انشق وقد أصبح في المملكة الأردنية، ثم عدنا ورأينا السيد فاروق الشرع يلتقي الوفد الإيراني الكريم. إذاً هذا فصل وهذا مشهد يمكن أن أحصي لك العشرات وربما المئات منها. ما يجري بكل صراحة هو يريد هذا الإعلام أن يقول أنني خضت تجربة على الأرض الليبية، وإنني خضت تجربة على الأرض التونسية، وإنني خضت إلى حدٍ ما تجربة على الأرض المصرية حيث هيجت الناس وأثرت الغرائز داخل الناس ودفعت بهم إلى الشارع. أراد الإعلام الممول من الغرب أن يقوم بهذا الأمر في سوريا لن ينجح إذا ذهب إلى الخطة رقم 2 أو الخطة ب والتي تقول أن أحول المشهد إلى مشهد دموي وأن أقول ارتكب النظام مجزرة هنا لأشيع مجزرة هناك، وسأعطيك مثلاً آخر، بالأمس حصل تفجير داخل موكب تشييع في منطقة جرمانا في ريف دمشق، وهذا موكب التشييع لجنود في الجيش العربي السوري، أنا قلت منذ اللحظات الأولى وحتى قبل حصول الانفجار أن هذا الأمر قد يحصل، لماذا، لأنك لو تابعت يا سيدتي الكريمة الجزيرة والعربية العبرية لرأيت جيداً أنه طوال الأسبوع الفائت كان يبث مشهد ويقال أنه في إدلب لموكب تشييع لأحد المعارضين السوريين وبأن النظام السوري قصفه، لكن إذا تمليت جيداً في الصورة ونظرت جيداً وقلبت الصورة إن صح التعبير لرأيت أن الانفجار صوتي حصل بعيداً عن الجنازة وان المشهد أشبه بمسرحية، ما الذي كان يقال، كان يقال أن هذا النظام يقتل جنازات إذاً يحلل عليكم تفجير الجنازات وهذا ما حصل بالفعل، علينا اليوم أن لا نتعاطى مع وسائل إعلامية تضلل وحسب أو تفبرك وحسب، علينا أن نتعاطى مع وسائل إعلامية تستبيح سفك الدماء السورية الطاهرة.
وعن المعايير المهنية في السياسة الإعلامية التي اتبعتها الجزيرة القطرية والعربية السعودية في تناول التطورات في سوريا ، قال أستاذ سالم زهران : إن المعايير المهنية والأخلاقية أصبحت من الماضي بالنسبة لهذه المحطات، هذه المحطات لا يعنيها هذا الأمر على الإطلاق، من ظاهرة شهود العيان حيث يمكن لشخص موجود الآن في تل أبيب وأن يقول أنه موجود في حمص وأعطيك مثال على التلفون وتبدو كما لو أنها صادقة إلى الفبركة التي رأينا عدد كبير من مشاهدها، هذه المحطات لا تسأل سيدتي الكريمة عن المعايير المهنية والأخلاقية فهي شريكة وهي مجرمة في سفك دماء السوريين، لكن باعتقادي هذه المحطات سوف تلجأ في القريب العاجل وربما بدأت بالفعل إلى محطات أخرى وسيطة مموهة لكي تستطيع أن تصل إلى أكبر قدر من الجمهور، اليوم لا يشاهد الجزيرة القطرية والعربية العبرية السعودية إلا فقط المؤيدين لهذه المحطات، أما للنسبة الرمادية والنسبة المعارضة لهذه المحطات أصبحت تبتعد عنها نظراً لسقوطها في الفخ اللا مهنية، باعتقادي هذه المحطات الآن في ورطة ونسبة الحضور تراجعت وهم يعرفون جيداً هذا الأمر وسوف يحاولوا أن يستعيضوا عن هذا الأمر بمحطات أخرى أو ببعض الرموز الوطنية التي تطل على شاشاتهم، لذلك وأنا واحد من هؤلاء قطعت تلك المحطات وأخذت قرار أن لا أطل عليها كي لا أعطيها شرعية.
تابعنا على الفيسبوك هنا
0 comments: