آخر الأخبار

31‏/12‏/2018

هل يجلب ارتداء اللانجري الأحمر ليلة رأس السنة الحظ؟
في القرون الوسطى كان اللون الأحمر ممنوعاً على العذارى والنساء المحتشمات لأنه يرمز الى الإثارة والشعوذة، وفيما بعد ارتبط هذا اللون بالحب والرومنسية وكانت الفتيات العازبات يحرصن على ارتداء قطعة حمراء تحت ملابسهن يقيناً أنها تجلب العريس الغني وقصص الحب الكبرى.
فماذا بقي من هذه التقاليد الجميلة فينا؟

تحيّة الى التقاليد المتبعة في كلّ من إيطاليا وإسبانيا وتشيلي، فارتداء ملابس داخلية حمراء عشية رأس السنة يمثّل وعداً بالحب والحظ الوفير في العام 2019. كيف ذلك؟

سواء آمنّا بهذه التقاليد ام لا، ففي داخل كلّ منّا تلك الرغبة المجنونة لاهداء نفسنا ملابس نارية لعلها تجلب لنا السعادة.
 لذا لا ضير من لمسة من الأحمر لنذهب بها الى سهرة كارتداء بودي او اي قطعة من اللانجري تحت ثيابنا. 


28‏/12‏/2018

قتل الروتين لا تخديره

تحدثني عن الإحباط فأحدثك عن روتين قتل أجمل ما في الحياة من تجديد ونشاط، فلم يعد يعني شروق الشمس يومًا جديدًا بكل ما فيه من تشويق وتفاؤل، ولم يعد يعني نوم الليل أن صبحًا قادمًا سيوقظ أحلامنا للنهوض من كبوتها أو الاصرار على تحقيقها مهما كانت التحديات… لم تعد لتلك الكلمات التي يكلمنا بها أحبتنا عن الطموح والنجاح ذات النغمة التي تشعل فينا الحماس مهما كنا في القاع لتخلق جوًا من النشاط قد تطول مدته إلى أقصى حدود إمكانياتنا النفسية.

الروتين قد يقتل أجمل ما في الإنسان وهي روحه المشرقة وجانبه المضيء، وعدم خلق جو جديد في حياته يعني حكمًا مسبقًا على نفسه بالموت البطيء، فطبيعة الحياة في بعض المناطق على هذا الكوكب فيها الكثير من الانعزال والبعد عن الطبيعة، بل والبعد عن الحياة وتغير فصولها، إضافة إلى طبيعة بعض الأشخاص التي تميل إلى الانطواء والتركيز على العمل بغض النظر عن العلاقات، حتى الأزواج قد يميل أحدهما إلى الروتينية والجمود ولا يقبل التغيير ولو كان بسيطًا، ما يحيل شكل الحياة بينهما إلى قفص حقيقي لأحلامهم الوردية التي بنوها يومًا ما بتفاهم وصدق.


 
لا نسمع كثيرًا عمن يتحدث عن قتل هذا العدو الخفي الذي يهدد استقرار وسعادة الكثيرين منا، لأنه لا طريقة محددة وفعالة لقتله، فلكل طريقته في التعامل مع الأحداث والأشخاص.

لكن قد يشترك البشر في الكثير منها، ودائمًا ما تقع مسؤولية التغيير على الأشخاص الإيجابيين، فلا وصفة سحرية للخروج من رتابة الحياة إلا السعي خلف ما يدخل السرور على الآخرين.

الشعور بلذة العطاء فيه من الطاقة الإيجابية والبهجة ما بإمكانها أن تعيد ترتيب أولوياتنا وما نسعى إليه. المتوقع أن يكون القيام ببعض الأمور المادية هو ما يجدد الحياة ويقتل الروتين كتغيير ترتيب المنزل أو القيام ببعض التمارين الرياضية، أو عمل مائدة كبيرة لمن نحب، لكنها وعلى الرغم من أنها أمور قد تخرج الإنسان من الملل إلى حد ما لكنها ليست فعالة على المدى الطويل ولا تقتل هذا العدو الشرس دون رجعة، كتفريج كربة صديق، أو إهداء من تحب بشيء كان يحلم به، أو إعطاء المساعدة المعنوية لمن هو في أشد الحاجة إليها كالمريض أو اليتيم، أو إدخال السرور على قلب أنهكته الأحزان ورسم الابتسامة النابعة من القلب فيمن حولنا.

النفع المتعدي دائمًا فيه من الأجر العظيم على الإنسان سواء في الدنيا أو الآخرة، فقد قال النبي محمد “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة”، وقال أيضًا “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرورٌ تدخله على مسلم أو تكشف عنه كُرْبَةً أو تقضي عنه دَيْنًا أو تطرد عنه جوعًا، ولئن أمشي مع أخٍ لي في حاجةٍ أحبُّ إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهرًا، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يُثبتها له ثبَّت الله قدمه يوم تزول الأقدام”.

إضافة إلى محبة الله للإنسان ومحبة الخلق له، فجزاء العطاء العاجل هي الطمأنينة والسعادة الداخلية، التي يحلم بها ويسعى إليها البشر جميعًا كبيرهم وصغيرهم وهي هبة من الله لمن يتعدى نفعهم الناس.

من الناس من يكون كالغيث للأرض ينعشها أينما حل ويُخرج أجمل ما فيها، ومنهم من يكون كالنسمة الباردة التي تضفي التفاؤل والسعادة أينما كانت، ومنهم من يحيا ويموت دون أثر ولا بصمة فيمن حوله، فلا يتذكر الناس منه إلا أنه كان على ظهرها يومًا ثم أصبح من التاريخ أو دفتر الذكريات.
فاصنع لنفسك بعد موتك ذكرها    فالذكر للإنسان عمر ثان