آخر الأخبار

24‏/1‏/2013

هآرتس: "بندر بوش"...

الصحافة العبرية تكيل المديح لقرار السعودية تعيين بندر بن سلطان رئيـسًا للاسـتخبارات العامة وتشرح "إنجازاته" التاريخية، وبحسبها سيسعى "حبيب الســـــي آي إي" إلى رسم خارطة الشــرق الأوسط برؤية أمريكية وسيصبّ اهتمامه على سوريا! خطت العائلة المالكة في السعودية، خطوة أخرى نحو التبعية للولايات المتحدة، وعينت "بندر بوش" كما اسمته صحيفة أمريكية، و"حبيب السي أي أي"، بحسب صحيفة هآرتس العبرية، رئيسًا للاستخبارات العامة في السعودية، والمهمة المناطة به رسم خارطة الشرق الأوسط برؤية أمريكية، مع التركيز على الملف السوري. الصحف السعودية هللت لهذا التعيين واعتبرت بندر بن سلطان "رجل المرحلة"، في حين كال الإعلام العبري له المديح ووصفه بأنه «ديبلوماسي وسياسي محنّك وعاشق للولايات المتحدة»، وقالت صحيفة «هآرتس» إن تعيين بندر، الذي ربطته علاقة مميزة مع عائلة بوش، وتربطه علاقة وثيقة بأجهزة الاستخبارات الأمريكية، وثيق الصلة بالأزمة السورية، ويعني أن الولايات المتحدة مضت في جهودها لرسم خارطة الشرق الأوسط الجديد. وقد حظي بندر بمعاملة خاصة في الولايات المتحدة ووفرت له إدارة بوش حراسة خاصة ودعما غير محدود وأوكلت إليه بمهمات سرية كشف النقاب عن قسم قليل منها، ولعب دورا بارزًا في التمهيد للعدوان على العراق، وتردد أنه التقى مرارًا بقيادات إسرائيلية. وبحسب صحيفة هآرتس: "السبب الأساسي لتعيين بن سلطان في هذا المنصب في هذه الحقبة بالذات، هو الإعداد للمرحلة المقبلة في سوريا، أي لمرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد، والعمل على رسم سوريا الجديدة بألوان أمريكية، وتقول الصحيفة: "إن السعودية تستعد لما بعد سقوط الأسد حيث ستتحوّل سوريا إلى بؤرة صراع دولي للسيطرة على الميراث". وتضيف الصحيفة: "ثمة صراع مرير حول هذا الميراث بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، لكن الأهم هو انعكاسات هذا السقوط على إيران وحزب الله وعلى العراق بشكل أو بآخر". وتتابع: "وفي الوقت الذي تسير فيه مصر على عكازات لإرساء الجمهورية الثانية، ومكانتها في الشرق الأوسط متعثرة وبحاجة لمساعدة السعودية، وفي ظل حالة الشلل التي تعاني منها الجامعة العربية، وجدت السعودية الفرصة المناسبة لتولي دفة القيادة- وملقى على عاتقها رسم الخارطة الجديدة للشرق الأوسط". وتضيف هآرتس: "إن تعيين بندر يعتبر بشرى سارة للولايات المتحدة إذ أنه رجل «السي أي إي» في الرياض، وهو رجل تنفيذي عملي لا يتردد في اتخاذ القرارات، ولا يدّخر وسائل لتحقيق غاياته، فحينما أرادت الولايات المتحدة تقديم دعم مادي للمتمردين في نيكاراغوا في سنوات الثمانين، كلفته بالمهمة وقام على إدارة «الهبات السعودية» وتحويلها، ولعب دورًا مماثلا حين طُلب من السعودية المشاركة في تمويل «المجاهدين» في أفغانستان ضد الاتحاد السوفياتي". وتتابع الصحيفة: "يعتبر بندر من أبز المعارضين للثورات العربية، كما أنه يرى صعود الإخوان المسلمين خطرًا لا يقل عن التأثير الإيراني في المنطقة. ساعد الملك عبد الله (حينما كان وليا للعهد) في بلورة المبادرة السعودية للسلام في الشرق الأوسط، والتي تحولت فيما بعد لمبادرة عربية، وساهم في بلورة الخط السياسي المناهض لسوريا وحزب الله بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005، وبعد سنوات اقترح على الملك عبد الله محاولة التقرب لسوريا بهدف إبعادها عن إيران". وتضيف: "حينما اندلعت الثورات، لا سيما ثورة البحرين دفع بندر باتجاه إرسال قوات سعودية الى المملكة الصغيرة لخنق التمرد في مهده، هذا التمرد الذي اعتبره السعوديون «تدخلا ايرانيا في شؤون داخلية لدول الخليج»، لكن في المقابل وبعد سقوط نظام مبارك سارعت السعودية لدعم النظام المصري الجديد وبادرت إلى إيداع 3 مليار دولار على شكل ائتمان في البنك المركزي المصري". وتضيف الصحيفة: "الرئيس المصري محمد مرسي يدرك في قرارة نفسه أن هذه المساعدة لا تنبع من حب السعودية للثورة المصرية، فكم بالحري للإخوان المسلمين، وأنها تهدف إلى كبح الجهود الإيرانية لإيجاد موطئ قدم في القاهرة. لذلك حينما دعي مرسي لطهران للمشاركة في مؤتمر دول عدم الانحياز، قرر أن يزور الرياض أولا، لتفويت الفرصة على إيران تحقيق إنجاز سياسي باستضافة الرئيس المصري بأول زيارة خارجية". وتنقل الصحيفة عن محللين سعوديين قولهم أنّ بندر هو من وقف خلف قرار دعم المتمردين في سوريا ومدّهم بالسلاح، وله تأثير بالغ على السياسة السعودية المتشددة إزاء سوريا والتي تطالب الأسد بالتنحي عن منصبه، مشيرين إلى أن بندر بن سطان يوجه السياسات السعودية أكثر من الملك عبد الله ابن الـ88 عاما". وتضيف الصحيفة: "السياسة السعودية إزاء سوريا يتم تنسيقها بشكل وثيق مع الإدارة الامريكية، وتلتقي أهداف الدولتين مع أهداف إسرائيل، وترمي إلى تجريد إيران من أهم قاعدة عربية لها وضرب تدفق السلاح إلى حزب الله، غير أن هذه الأهداف واضحة بالنسبة لإيران، فترد بتوسيع هيمنتها على العراق وفي المقاطعات الكردية". وتختتم الصحيفة تقريرها بالقول: لا أحد من تلك الأطرف يمكنه التكهن ماذا سيكون شكل سوريا بعد الأسد، أو تحديد القوة السياسية التي ينبغي الاستثمار بها، لكن السعودية تستثمر في كافة القوى، والثمار، هكذا نأمل، ستجنيها الولايات المتحدة 

Bookmark and Share

0 comments: