آخر الأخبار

6‏/3‏/2012

لا ينفع الندم : امير قطر يزور المملكة السعودية

أمير قطر يزور المملكة للبحث في مرحلة «ما بعد بابا عمرو» ولنبذ الخلافات التي نشبت بين قطر والسعودية مؤخراً تجاه دعم «معارضة سورية في الخارج» ووجهات النظر المختلفة بين الدوحة والرياض حول من يجب أن يتلقى المال والسلاح.
وأوضحت المصادر أن حمد سارع بزيارة الرياض بعد «سقوط» بابا عمرو ليقدم توضيحات لملك السعودية على اعتبار أن الدوحة ظلت تؤكد باستمرار للرياض ولعدة عواصم في العالم، بأنه مهما بلغت قوة نيران الجيش السوري فلن يتمكن من السيطرة على بابا عمرو نظراً للتحصينات والسلاح المتطور جداً وأجهزة المراقبة والاتصال والخبرات القتالية التي زجت بها قطر إلى هذه المنطقة التي كانت تعتبرها العمود الفقري لـ«الثورة السورية».
وذكرت المصادر أنه ما إن سقطت بابا عمرو على أيدي قوات الجيش السوري وإعلان «الجيش الحر» انسحابه من المنطقة حتى سارعت الرياض في إرسال رسالة شديدة اللهجة إلى الدوحة تطالبها بتفسيرات لما حصل ولتؤكد ضمناً على عدم أهلية قطر لقيادة «الثورة السورية». وتأتي زيارة حمد بن خليفة بعد أن استقبل ورئيس وزرائه حمد بن جاسم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يرافقه عدد من النواب اللبنانيين المتورطين في الأحداث السورية، وحسب معلومات صحفية فإن جعجع وضع الدوحة في آخر المستجدات في شمال لبنان، وقال موقع «النشرة» اللبناني: إن رئيس وزراء قطر استضاف جعجع على مأدبة عشاء في منزله وبحث معه في تطورات «الأزمة السورية».
وحسب المعلومات المتوافرة من العاصمتين الخليجيتين فإن الخلاف يكمن فيمن سيتولى بعد الآن قيادة المرتزقة والمقاتلين العرب وغير العرب الذين يتجمعون في لبنان وتركيا بحثاً عن مدخل إلى سورية لقتال الجيش العربي السوري وتنفيذ عمليات إرهابية ضد مدنيين وعسكريين سوريين، فالدوحة تعتمد رسمياً العقيد الفار رياض الأسعد في حين ترى الرياض أن العميد مصطفى الشيخ هو الأفضل لقيادة العمليات وإدارة المال والسلاح الخليجي.
وحسب المعلومات فإن الدوحة مدعومة من باريس تواجه الرياض المدعومة من لندن وواشنطن والتي سبق أن أبدت اعتراضاً على المرشح القطري لرئاسة مجلس اسطنبول برهان غليون وفضلت عليه هيثم المالح القريب منها والذي تعتبره السعودية الأقدر على قيادة مجلس انتقالي سوري، لكن في كلتا الحالتين لم يكن في حسبان الدوحة والرياض سقوط «بابا عمرو» وإلقاء القبض على عدد كبير من المقاتلين وعدد آخر من القيادات التي لم تتمكن من الفرار إضافة إلى وثائق وأجهزة اتصال وتسجيلات تفضح بالصوت والصورة زعماء خليجيين، الأمر الذي استدعى قمة مستعجلة بين حمد وعبد اللـه للبحث في آلية التحرك الجديد في ظل ما يسطره الجيش السوري من انتصارات وفضائح التزوير الإعلامي الذي بات مكشوفاً أمام الرأي العام السوري والعالمي وخاصة أمام موسكو وبكين اللتين باتتا على علم تام بتفاصيل ما يحاك لسورية قيادة وشعباً من قبل الأنظمة الخليجية التي تنفذ أجندات غربية.
وقالت المصادر في الدوحة والرياض: إن الدولتين الخليجيتين في مأزق لكنهما يخططان لمزيد من القتل والتدمير وضخ المال السياسي القذر بعد أن يتم الاتفاق على من سيتولى توزيع المال وإيصال السلاح والمقاتلين وخاصة بعد أن بات من شبه المستحيل التسلل من شمال لبنان باتجاه سورية وإغلاق هذا المحور بشكل محكم من قبل حماة الديار.
وتضيف المصادر أن المعلومات القليلة المتوافرة تشير إلى جولة جديدة من التحريض الدولي يتم التحضير لها من قبل الدوحة والرياض مستخدمة العنصر الإنساني بحثاً عن مدخل جديد في شؤون سورية الداخلية، وحسب هذه المعلومات فإن الدوحة ستتحرك بشكل سريع قبل انتهاء ولايتها على رأس جامعة الدول العربية نهاية هذا الشهر لتطالب بقرار جديد في مجلس الأمن الدولي «لوقف العنف والسماح بدخول مراقبين أجانب للاطلاع على الوضع الإنساني في سورية».
من جهة أخرى توقعت المصادر أن يتم الاتفاق بين العاصمتين على الآلية التي ستعتمد لإنفاق المال السياسي وإيصال المقاتلين والسلاح ومن المرجح أن تتفوق الرياض على الدوحة في اتخاذ القرار وخاصة بعد سقوط «بابا عمرو» وما سمي بالانسحابات التكتيكية من عدة مواقع ومدن «للجيش الحر» الذي أنفقت عليه الدوحة عشرات الملايين من الدولارات وجهزته بأحدث التقنيات العسكرية والقتالية ووفرت له تغطية إعلامية لا مثيل لها.


Bookmark and Share

0 comments: