آخر الأخبار

5‏/12‏/2011

السكوت ممنوع جنوح الفك الأمريكي، في مستنقع العناد الإيراني !


جنوح الفك الأمريكي، في مستنقع العناد الإيراني نجح الجيش الإيراني وكما في كل مرة، اليوم الأحد بإسقاط طائرة تجسس أمريكية "متطورة" بدون طيار، والتي كانت في مهمة لجمع المعلومات الاستخبارية على المنشآت النووية الإيرانية شرقي البلاد، وتوعد الجيش، بأنه لن يسمح للولايات المتحدة أو غيرها بالتجسس على منشآتها النووية، أو بانتهاك حرمة أراضيها، وأن الصبر الإيراني قد ينفذ في أي لحظة. وكانت مصادر قد أشاعت، من أن إيران في الفترة القريبة الماضية، كانت بصدد مهاجمة قواعد أمريكية في ألمانيا، مما أثار تكهنات عدة، بشأن امتلاك إيران للقنبلة النووية، في أعقاب تلك الأنباء، بعد أن كانت تعتمد نظرية الرد فقط، على أي هجوم إسرائيلي أو غربي أمريكي ضد منشآتها النووية، أو حتى انتهاك أجوائها، بهدف الإغارة على تلك المنشآت، بعد أن أعلنت مراراً وتكراراً ذلك، وفي أكثر من مناسبة، كان آخرها التهديد المباشر بمهاجمة القواعد الأمريكية، على الأراضي التركية، ما أثار حفيظة القادة هناك، الذين كانوا على صلة قريبة، من أن توصف بالجيدة وحتى فترة قريبة. لا سيما بعد أن أعلنت إيران، من أنه لم تعد استجابة عسكرية إيرانية للاستفزازات والمتطلبات الغربية، ما دامت في النطاقات غير المقبولة بالنسبة للجمهورية الإيرانية. وتجدر الإشارة إلى أن إيران أعلنت في يوليو/ تموز الماضي من العام الجاري، أنها قامت بإسقاط طائرة استطلاع أميركية متطورة جداً، كانت أيضاً في مهمات تجسسية، ضد المنشآت النووية في المنطقة المحصنة "فورد" بالقرب من مدينة قم المقدسة، والتي تعتبر من المنشآت النووية الإيرانية السرية، غير أنه أزيح الستار عنها لأول مرة في عام 2009، والتي هي على الأرجح، مبنية ومحصنة تحت طبقات الأرض. غالباً ما كانت تتهم إيران الولايات المتحدة والدول الغربية بالتجسس على أراضيها، خاصةً في ضوء الاتهامات الأمريكية والإسرائيلية بأن إيران تتجه إلى صناعة القنبلة النووية، لا سيما في أعقاب القبض على الجواسيس والعملاء، في أوقات كثيرة ومتقاربة وكان آخرها القبض على 12 من الجواسيس، قامت بتشغيلهم الاستخبارات الأمريكية "C-I-A"، بمساعدة من الموساد الإسرائيلي، الذي يعمل بجد، سواءً داخل إيران أو فوق الأراضي اللبنانية، حيث اكتشفت في اليومين الفائتين أجهزة ومعدات تجسس هناك. الإبلاغ عن إسقاط الطائرات بدون طيار تصل إلى ذروتها، لا سيما في فترة متوترة بشكل خاص بين إيران والدول الغربية والولايات المتحدة على وجه الخصوص، لا سيما بعد التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية "IAEA" حول البرنامج النووي الإيراني، والتي وجدت أن إيران تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، التي شرعت في مضمونها للولايات المتحدة، وإسرائيل، والدول الغربية، أن تفعل ما من شأنه كبح جماح إيران بهذا الخصوص، وكانت الفكرة موجودة أساساً والتي تمثلت بإدخال المزيد من العقوبات على الرزم الأربع التي تم اتخاذها ضمن مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى العقوبات الأمريكية والأوروبية، التي تم اتخاذها بطرق منفردة، لكن وبالرغم من تقبل فكرة تشديد العقوبات، إلاّ أن العديد من الدول الأوروبية لم تتوصل إلى اتفاق بهذا الشأن خاصةً ما يمس الجانب النفطي، المعوّل عليه في حمل طهران، إلي وقف برنامجها النووي، لأن مردود ذلك من شأنه أن يجلب تداعيات لا حصر لها، وقاتلة للاقتصاد العالمي بجملته، لا سيما في ضوء الأزمة المالية العالمية المستفحلة. وعليه فإن إيران ستكون المستفيد الأكبر، بالنظر إلى ما يجري على الأرض، بالرغم من التهديدات الأمريكية والإسرائيلية، المتمثلة بالخيار العسكري، أو بطرق أخرى مرتبطة بنفس الخيار، أو فرض المزيد من العقوبات عليها، بالنظر إلى تضرر معظم الدول المشاركة في فرض تلك العقوبات، وإضافةً إلى أن الشروع في تنفيذ تلك العقوبات ، على شكلٍ أعمق، سيلهب الرأي العام والمجتمع الإيراني ضد الغرب عموماً، وقد رأينا التوتر الذي حصل في العاصمة الإيرانية "طهران" في إطار الهجوم على السفارة البريطانية، خلال الأسبوع الماضي، وفي الوقت نفسه، تواصل إيران مهمتها، في بناء القوة العسكرية لديها، بما يشمل جميع المجالات البرية والبحرية والجوية الناجحة، فضلاً عن التطور المتقدم في صناعة الصواريخ على أنواعها، وإرسال السفن والأقمار الصناعية إلى الفضاء الخارجي، والتي لا تقل تطوراً عن الصناعات الغربية والإسرائيلية. على أية حال فإن اللكنة الإيرانية الجافة، تجاه الدول الغربية والولايات الأمريكية، وخاصةً "إسرائيل" قد أوقفت الماء في البلعوم الخاص لكل دولة من تلك الدول، بحيث لا خروج ولا دخول له، توضح تلك اللكنة، ذلك الاضطراب والمزيد من الارتباك، لتلك الدول مجتمعةً ومنفردة، في شأن مواجهة الدولة الإيرانية، وكان تمثل مثل ذلك، فيما قاله وزير الدفاع الأمريكي"ليون بانيتا" من أن أي هجوم على المنشآت الإيرانية، سيفضي إلى زلزلة الاقتصاد العالمي، الذي من الصعب أن يبرأ منه أبداً. وكان اكتفى وزير الدفاع الإسرائيلي "إيهود باراك" بقوله:" علينا التحرك ضد هذا - النووي الإيراني- بأي وسيلة. وكان رئيس الموساد السابق" مئير داغان" حذر من أي هجوم إسرائيلي على إيران، من شأنه أن يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة. وما دام الأمر كذلك، ستواصل إيران، استنكافها للدول الغربية وإسرائيل، خاصة في ظل موقف كل من روسيا والصين، اللتان لا تحبذان أي من الخيارات الغربية، سواء فيما اختص بالخيارات العسكرية أو بإتباع فرض المزيد من العقوبات الدولية وحتى المنفردة، وستعمل إيران على تنظيم خطواتها، بشكل أدق، بهدف خلق المناخ المناسب للوقوف حائلاً، أمام التدخلات الخارجية، بما فيها الولايات المتحدة و"إسرائيل.
د. عادل محمد عايش الأسطل




Bookmark and Share

0 comments: