آخر الأخبار

17‏/11‏/2011

بيان إدانة “لائحة القومي العربي” لقرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا


بيان إدانة “لائحة القومي العربي” لقرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا
الجامعة العربية تُسقط أخر أوراق التين عن نفسها، وتعد لتفجير سوريا
نعم لجامعة شعبية عربية بديلة
تجاوزت الجامعة العربية الحد هذه المرة أكثر من أي وقت مضى، فقد سبقت أن شرعنت دخول القوات الأجنبية إلى وطننا العربي أكثر من مرة، من العراق لليبيا، وسبق أن تواطأت سياسياً مع غزوات واحتلالات أجنبية، ومنه الاحتلال الصهيوني لفلسطين طبعاً، والعدوان على غزة، وتهاونت عن نصرة أبناء الوطن العربي ممن يتعرضون للاحتلال، وغضت النظر عن مشاريع التفكيك والحروب الأهلية كما في الصومال والسودان، ولكنها ذهبت هذه المرة إلى حد نزع المشروعية عن عضو مؤسس، وهذا لعب بالنار، لأنه يطرح مشروعية الجامعة نفسها على بساط البحث
.
إن الجامعة العربية هي التي نقضت مشروعيتها بفصلها عضو مؤسس بصورة غير قانونية، وليست سوريا هي التي فقدت مشروعيتها بالجامعة… تلك الجامعة التي أوجدها الاستعمار البريطاني لتكريس الفرقة بين الأمة العربية، ماضية الآن بتنفيذ مهمتها. وقد أطلقت عليها دويلة قطر الرصاصة القاتلة بتوجيه صهيو-أمريكي. فأين كانت الجامعة عندما انتهكت أعراض العرب في أبو غريب وعندما صال العدو الصهيوني وجال من لبنان عام 2006 إلى غزة عام 2009؟! لقد افتقدناها كثيراً في الوقت الذي كان يفترض فيه أن تكون عوناً للشعب العربي، وها هي من جديد لا تسكت إلا عن ظلم، ولا تُظاهِر إلا على عدوان، حتى دخلت من أوسع الأبواب إلى دائرة الخيانة العظمى التي سيحاسبها التاريخ وشعبنا العربي عليها لا محالة.
إن الجامعة العربية فضحتنا وأحرجتنا عالمياً بإصرارها على تسويق ما أسمته ب”المبادرة العربية” في شهر آذار 2002 للتفاهم مع العدو الصهيوني، وقد استخف العدو بتلك المبادرة وحولها إلى ممسحة سياسية عمومية، وقد رفضت الجامعة أن تسحبها حتى الآن بعد أكثر من تسع سنوات بالرغم من كل ما قام به العدو الصهيوني من مجازر وعدوان وانتهاكات… أما مع سوريا، التي قبلت المبادرة العربية المتعلقة بالشأن السوري، فقد تم التعامل بصورة فظة واستباقية، ولم تتابع الجامعة العربية خطوات مبادرتها السورية، ولم ترسل وفداً كما اتفق لمراقبة الوضع الداخلي السوري ولا أرسلت أسماء أعضائه، بل سارعت لاتخاذ إجراءات عقابية حتى بعدما وافقت عليها سوريا، ورفضت حتى أن تُعقد قمة استثنائية لمناقشة قرار تعليق عضوية سوريا!
إن مثل هذا التعامل المزدوج يدل أن قرار الجامعة العربية ليس قراراً عربياً أصلاً، بل قرار تابع لقوى الهيمنة الخارجية، وقرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية هو باختصار قرار أمريكي-صهيوني، والجامعة العربية باتت أداة مكشوفة أخرى بيد أعداء الأمة، تماماً مثل قناتي “الجزيرة” و”العربية”، يحركها البترودولار وعمالته السياسية، وقد تجلى مثل هذا الدور الرخيص، أكثر ما تجلى، في تخلي سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني عن رئاسة الدورة الحالية للجامعة لقطر كما هو معروف.
وقد نجحت سوريا بإحراج الجامعة العربية، بدلاً من العكس، عندما وافقت على المبادرة العربية بشأن سوريا، بالرغم من كل عيوبها وغموضها، وهو ما وضع التحالف العدواني الناتوي-الخليجي بمأزق سياسي، ووضع التحالف الداخلي الإخواني-الليبرالي بمأزق أكبر، ومن هنا كان لا بد من حرق المراحل وتقديم الغطاء السياسي العربي للمعركة الدموية القادمة ومشروع الفتنة والدمار الذي يعدون له في سوريا أسوة بما جرى في العراق وليبيا، وهو الهدف الحقيقي لقرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، والسعي لتقديم عملاء الناتو السوريين كبديل معتمد عربياً، ومن ثم دولياً، للقيادة السورية.
إن محاولة عزل القيادة السورية وإسقاطها وكشف غطائها السياسي وسحب مشروعيتها هو مشروع أمريكي-صهيوني معلن رسمياً، وقد ردت عليه الجماهير السورية بالنزول بالملايين إلى الشارع لأنها فهمت أنه مشروع يستهدف سوريا نفسها دولةً وقيادةً وشعباً. ونؤكد بدورنا أن أية دعوة للرئيس بشار الأسد بالتنحي في لحظة الصدام هذه مع أعداء الأمة هي دعوة أمريكية-صهيونية مكشوفة، وتجاوز على السيادة العربية لمصلحة أجندة غير عربية، ومجرد مدخل لتدمير سوريا وحرقها وإعادتها لحظيرة التبعية، وعليه فأننا نعلن وقوفنا مع القيادة السورية بالكامل في هذه اللحظة التاريخية وفي هذه المعركة ضد العدوان الخارجي وضد المؤامرة الداخلية، كما نؤكد أن مشروع التغيير والإصلاح الحقيقي الذي نتبناه هو ذاك المنفصل عن الأجندات الخارجية، والذي يضع التناقض مع الطرف الأمريكي-الصهيوني في رأس أولوياته.
وبغض النظر عن تطورات الأزمة بين سوريا والجامعة العربية، وتطورات الوضع الداخلي السوري، فإن الجامعة العربية باتت اليوم أداة الأنظمة الملكية لمحو آثار موجة التحرر القومي والوطني التي اجتاحت الوطن العربي في الخمسينيات والستينيات. فما يجري اليوم هو في أحد جوانبه محاولة تصفية حساب ملكية نفطية (وغير نفطية) مع التاريخ العربي الحديث. لذلك نرى، كقوميين عرب، أن الهجمة الشرسة غير المسبوقة التي تتعرض لها العروبة اليوم سياسياً وعسكرياً وعقائدياً صارت تتطلب تأسيس جامعة شعبية عربية تعبر تعبيراً حقيقياً عن المصلحة القومية العربية والأمن القومي العربي، وهو ما أصبح ضرورة ملحة راهنة كانت دوماً ضرورة ملحة تاريخية.
لقد حان الوقت لتجاوز الجامعة العربية التي تأسست لمنع الوحدة العربية أصلاً بعد أن أطلقت هي رصاصة الرحمة على رأسها. والجامعة العربية لم تعكس أية صيغة وحدة قومية، بل سعت دوماً، على العكس من ذلك، لتكريس صيغة التجزئة القطرية وتثبيتها .. ولم تعكس قراراتها الإرادة الشعبية العربية، بل ميزان القوى وتقاطعات المصالح بين أنظمة التجزئة التي وضعت أصلاً لمنع التحرر والنهوض والوحدة في الوطن العربي. وما دامت الجامعة عازمة على اجتثاث أي أثر للموقف القومي والوطني والمستقل من صفوفها، وهو ما يجب أن تفهمه بعض الأنظمة التي سيأتي دورها بعض أن قايضت بقاءها في الجامعة العربية مؤقتاً بتعليق عضوية سوريا، فإن الجامعة العربية تكون بذلك قد أسقطت أخر أوراق التين عن نفسها. ونرجح أن يكون ذلك مقدمة لتغيير هويتها من عربية لجامعة “شرق أوسطية” تضم “إسرائيل” وتركيا والدويلات المفككة إذا نجح ما يعدون له من تآمر وفتن.
لهذا نؤكد للسوريين، ولليبيين، وللعراقيين، وللفلسطينيين، وللبنانيين، ولكل من تضرر مَن العرب مِن تهاون الجامعة العربية وتواطؤها عبر الزمن، وخيانتها المفضوحة للعروبة اليوم، أن العروبة والقومية العربية لا تلامان على ما تأثم فيه الجامعة العربية، فلا يجوز أن نحمَّل القومية العربية وزر من يعيشون على إدامة التجزئة من أنظمة الاستبداد والفساد، خاصة بعد أن ظهر اليوم أن القومية العربية هي المرجعية الضرورية والراهنة لمشروع النهوض والتحرر القومي، وبعد أن تكشفت حسابات الإسلاميين المتأمركين وانخراطهم في المعسكر المعادي للأمة مع الليبراليين العرب تحت عباءة البترودولار.
وعليه فإننا نطالب المناضلين القوميين، خاصة من الدول العربية التي تأذت أكثر من غيرها من سياسات جامعة الدول العربية ومواقفها، مثل العراق وليبيا وسوريا ولبنان وفلسطين، بالتجمع في سوريا لتأسيس جامعة شعبية عربية ستكون مكسباً كبيراً لهذه الأمة بعد انتهاء هذه الأزمة، ويمكن بالكثير من الجهد والنضال أن تصبح بديلاً حقيقياً للجامعة الرسمية العربية الرثة، مع قناعتنا أن مثل تلك الجامعة الشعبية العربية تصبح أكثر ضرورة كلما مضت الجامعة الرسمية العربية في غيها وخيانتها وضلالها.
لكننا يجب أن ندرك في النهاية أن معركة سوريا اليوم ليست معركة السوريين وحدهم، كما لم تكن يوماً معركة ليبيا أو العراق أو فلسطين أو لبنان معركة الليبيين أو العراقيين أو الفلسطينيين أو اللبنانيين وحدهم، بل هي معركة الأمة دفاعاً عن وطنها التاريخي بكافة أجزائه، وعن دورها التاريخي، وعن وجودها وسيادتها. ولهذا فإننا ندعو لتشكيل لجان شعبية عربية للدفاع عن سوريا في كافة الدول العربية والمهجر، وندعو لتفعيل النشاط السياسي والإعلامي والشعبي المناهض للمؤامرة الداخلية والخارجية ضد سوريا.

عاشت سوريا رافعة لواء القومية العربية.. عاشت الأمة حرة موحدة!

لائحة القومي العربي
16/11/2011



Bookmark and Share

0 comments: