آخر الأخبار

11‏/2‏/2019

قصة قصيرة عن القضاة والمحامين تستحق القراءة


في يوم من الأيام جاء رجل الى محل لبيع الدجاج ومعه دجاجة مذبوحة , وكان يريد من صاحب المحل أن يُقَطِّعَ له هذه الدجاجة وينزع عنها الريش وينظفها.
أعطي الرجل الدجاجة لصاحب المحل الذي قال له : عُد بعد ربع ساعة وستكون دجاجتك جاهزة، فقال صاحب الدجاجة في حماسة : اتفقنا , ثم ذهب .
وبمجرد أن غادر الرجل , مرَّ قاضي المدينة على المحل ، وقال لصاحبه : أنا محتاج الى دجاجة , فبعني واحدة ، فقال له صاحب المحل : أنا آسف سيدي القاضي , والله ليس عندي غير هذه الدجاجة، وصاحبها سوف يعود بعد ربع ساعة لكي يأخذها ، فقال له قاضي المدينة : اعطني إياها الآن، وعندما يأتيك صاحبها قل له أن دجاجته طارت.
تعجب الرجل كثيراً من حديث القاضي وقال له في غضب : كيف أقول له إن دجاجته طارت وهو قد أعطاني الدجاجة مذبوحة ؟
فقال له القاضي في غرور : اسمع ما أقول واعطني الدجاجة فأنا محتاج اليها ، ثم قل له أن الدجاجة طارت , ولا عليك بعد ذلك , وإن شاء فليشتكِ عليك ولا تخف.
اضطر صاحب المحل ان يستمع إلى كلام القاضي خوفاً من سلطته وهو يقول في نفسه : الله يستر، وأعطاه الدجاجة بالفعل .
وبعد مرور ربع ساعة جاء صاحب الدجاجة إلى محل الدجاج وقال لصاحبه : أعطني دجاجتي إن كانت جاهزة ، فرد عليه في خجل : دجاجتك طارت مع الاسف ، فقال الرجل في دهشة : كيف ؟ كيف طارت دجاجتي وقد اعطيتها لك مذبوحة.
دار شجار ومشادة كلامية بين صاحب الدجاجة وصاحب محل الدجاج حتى قال له صاحب الدجاجة : امشِ معي الى المحكمة حتي يحكم بيننا القاضي ويعطيني حقي .
وبالفعل ذهبا معاً وأثناء طريقهما رأوا رجلين يقتتلان : أحدهما مسلم والآخر يهودي ، فأراد صاحب محل الدجاج أن يفرق بينهما ولكنه أدخل أصبعه ـ عن طريق الخطأ ـ في عين اليهودي ففقأها، وتجمع الناس وأمسكوا به وجروه إلى المحكمة عند القاضي ، وعندما وصلوا إلى هناك أفلتَ منهم الرجل وهرب ودخل إلى مسجد قريب فدخل الناس وراءه , فصعد فوق المنارة فلحقوا به، فقفز منها حيث وقع على رأس رجل عجوز كان يمشي في الطريق، فتسبب في موته فورا ، فجاء ابن العجوز وأمسك به وذهب به إلى القاضي، فلما رآه القاضي عرفه وضحك سرا في نفسه وهو لا يدري انه أصبح عليه الآن ثلاث قضايا : قضية سرقة الدجاجة وقضية عين اليهودي وقضية قتل العجوز .
عندما علم القاضي بهذه القضايا الثلاث أمسك رأسه وجلس يفكر، ثم قال : دعونا نهتم بالقضايا واحدة تلو الأخرى ، فنودي أولاً علي صاحب الدجاجة وخاطبه القاضي : ماذا تقول في دعواك على صاحب محل الدجاج ؟ فرد الرجل : هذا الرجل قد سرق دجاجتي وقد أعطيتها له مذبوحة ولكنه ادعى انها طارت، فقال القاضي : هل تؤمن بالله ؟ قال الرجل : نعم بالطبع اؤمن بالله ، فقال له القاضي : الله هو الذي "يحيي العظام وهي رميم" ربما أحياها وطارت , قُم فليس لك شيء عند صاحب محل الدجاج .
ثم نادي على القضية الثانية، فجاء اليهودي واتهم الرجل بفقأ عينه فقال القاضي لليهودي : إن دية المسلم للكافر هي النصف ، ولذلك يجب أن نفقأ عينك الثانية حتي نفقأ للمسلم عينا واحدة ، فقال اليهودي على الفور : لقد عفوت عنه وتنازلت عن حقي .
ابتسم القاضي في سخرية بداخله وهو يقول : اعطونا القضية الثالثة، فجاء ابن العجوز وقال : لقد سقط هذا الرجل على والدي فقتله وانا أطلب القصاص ، فكر القاضي قليلاً ثم قال : اذاً , اذهب الى المنارة واقفز أنت من فوقها على صاحب محل الدجاج، فقال الشاب للقاضي : وماذا يحدث إن تحرك يميناً أو يساراً، فسوف أموت أنا، عندها قال القاضي : والله هذه ليست مشكلتي، لماذا لم يتحرك والدك يميناً أو يساراً لينقذ نفسه ويموت صاحب محل الدجاج؟!

الحكمة من القصة : هناك دائماً من يستطيع اخراجك من أي مشكلة مثل الشعرة من العجين، لكن بشرط أن تكون لديك دجاجة تعطيها للقاضي ..


0 comments: