آخر الأخبار

11‏/2‏/2019

خطوات تشريح الجثة.كيف يتم تشريح الجثه؟

كي يتم التشريح والفحص بشكل اوضح للنظر،
 يتم وضع مجسم مستطيل ذو اضلاع وزوايا ومصنوع من مادة تشبه البلاستيك الصلب تحت الجهة الخلفية من الجسم لترفع الظهر قليلا وبالتالي تسبب في نزول الذراعين والعنق إلى الوراء مما يجعل الصدر يتمدد ويبرز للأعلى مما يسهل عملية فتحه. وهذا يعطي المشرح، أو مساعد الطبيب الشرعي، وصولا أفضل لاعضاء الصدر. بعد ذلك يبدأ الفحص الداخلي للجثه. الفحص الداخلي يكون بفحص الأعضاء الداخلية للجسم للحصول على أدلة عن أي اصابات أو مؤشرات أخرى على سبب الوفاة. ويتم هذا الفحص التشريحي بعدة طرق:
•اما يشق شق عميق وكبير على شكل حرف Y يبدأ في الجزئين العلويين لكلتا الكتفين ونزولا ليلتقيا في الجزء الأمامي من الصدر ثم يتابع الشقين بعد التقائهما إلى أدنى نقطة من عظام او جدار الصدر. وهذه هي الطلريقه الأكثر استخداما في عمليات التشريح في الطب الشرعي وذلك لتعريض أكبر مساحة من احشاء وهيكل العنق لتفحص بالتفصيل في وقت لاحق. وهذا يساعد بشكل كبير لكشف حالات الاختناق المشتبه بها.
•او شق على شكل حرف T بين أعلى نقطتين على الكتفين مارا في خط أفقي في جميع أنحاء منطقة عظام الترقوة ثم يجتمع بشق عامودي يلتقي ب(عظم القص بمنتصف الصدر) في الوسط. ويستخدم هذه الطريقه بالتشريح في كثير من الأحيان لاعطاء منظر جمالي اكثر للجثه بعد الانتهاء من التشريح وذلك عندما يتم إعادة خياطتها. إذ أن علامات التشريح في هذه الحالة تكون مخفية الى حد ما.

•الطريقه الثالثه هي اجراء شق عامودي يبدأ من منتصف الرقبة او العنق عند منطقة اعلى الرغامى او الحنجره او ما يسمى تفاحة ادم .
في جميع الحالات المذكورة أعلاه يمتد الشق على طول الجسد من العنق وصولا إلى عظم العانة مع انحراف بسيط إلى الجانب الأيسر من السرة.
بعد اجراء هذا الشق المذكور يتم استخدام مقصات خاصة لفتح وقص شريحة تجويف الصدر. ومن الممكن أيضا استخدام شفرة مشرط بسيطة. وكذلك يستخدم المشرِح او الطبيب الشرعي أداة لنشر الاضلاع على جانبي تجويف الصدر لسحب عظم القص والاضلاع والقفص الصدري كقطعة واحدة. مما يمكن من النظر إلى القلب والرئة بشكل واضح وهما في موضعهما من دون ايذائهما خلال التشريح. كما يتم استخدام مشرط لإزالة الأنسجة اللينه التي ما تزال عالقة إلى الجانب الخلفي من لوحة الصدر. عندها يصبح القلب والرئتين جاهزين للفحص. حيث يتم وضع شريحة القفص الصدر المرفوعه جانبا لاعادتها إلى موضعها في نهاية عملية التشريح.
في هذه المرحلة تصبح جميع الأعضاء الداخلية ظاهرة للعيان. ويتم عادة إزالة ورفع الأعضاء الداخلية او الاحشاء بشكل تدريجي ومنتظم. يمكن إزالة ورفع الاحشاء بعدة طرق: الأولى هي الإزالة بشكل مجموع او كتلة واحدة حيث تتم إزالة كافة الاعضاء ككتلة واحدة كبيرة. والطريقه الثانيه هي الأسلوب الكتلي او اسلوب ازالة الاحشاء بشكل مجموعات. حيث تقسم الأعضاء إلى أربع مجموعات. ورغم أن هاتين الطريقتين هما من التقنيات السائدة في العالم فان هناك طرق أخرى تتبع على نطاق واسع وحسب المؤسسه الطبيه الشرعيه.
وسأشرح لحضرتكم هنا أحد تلك الاساليب او طرق تشريح الجثه والمعمول بها عادة في أغلب مؤسسات الطب الشرعي: فبعد اجراء الشق الموصوف اعلاه وازالة شريحة الصدر مع عظم القص يتم فتح الكيس التاموري المحيط بالقلب لرؤية القلب وفحصه. يتم اخذ عينة من الدم من الوريد الأجوف السفلي أو الأوردة الرئوية للتحليل الكيميائي. يتم فتح الشريان الرئوي قبل إزالة ونزع القلب للبحث عن تخثر او تجلط الدم. ويتم بعد ذلك إزالة او استئصال القلب و يترك قوس الأبهر سليما، كي نجعل الأمور أسهل من اجل تحنيط الجثه اذا لزم الامر وكذلك من أجل الوصول إلى الرئة اليسرى بشكل أسهل ويمكن إزالتها عن طريق خفض او قص الشعب الهوائية اي القصبات، الشرايين، والأوردة في مكان سرة الرئه. وبنفس الأسلوب يتم إزالة الرئة اليمنى. ثم يتم إزالة احشاء البطن واحدا تلو الآخر بعد فحص ارتباطهم واتصالهم ببعض وثم فحص الأوعية.
وبالنسبه للاحشاء البطنيه يفضل بعض الأطباء والمشرحين إزالة جميع الأعضاء ككتلة واحدة. حيث يتم إجراء عدد من الشقوق على طول العمود الفقري بحيث يمكن فصل الأعضاء وسحبها كقطعة واحدة وذلك من أجل الفحص كل على حدا لاحقا وأخذ العينات منها. يستخدم هذا الأسلوب في أغلب عمليات تشريح الاطفال الرضع. ويجري فحص مختلف الأعضاء ووزنهم وأخذ عينات من الأنسجة على شكل شرائح. ثم بعد ذلك يتم شق وتشريح شرايين الدم الرئيسيه. ثم يتم فحص ووزن المعدة والامعاء ومحتوياتهم لمعرفة ألية مرور المواد الغذائية في الأمعاء خلال عملية الهضم ودورها وتأثيرها على سبب ووقت الوفاة وطبعا ترسل محتويات المعده والامعاء الى مخبر السموم من اجل التأكد من خلوها من السموم. طبعا من خلال فحص محتويات المعده ودرجة هضم الاغذيه فيها نستطيع التعرف او الوصول الى زمن الوفاة. حيث نستطيع ان نعرف متى تناول صاحب الجثه طعامه قبل ان يتوفى وذلك من خلال يقايا الطعام الموجود.
بالنسبه لتشريح الدماغ نبحث عن الحالات المرضيه كعلامات التهاب السحايا او بعض الاورام مثلا. وكذلك والاهم البحث عند تشريح الرأس على النزوف والاصابات الناجمه عن الرضوض.
وهنا عند تشريح الرأس نستخدم نفس المجسم المذكور اعلاه الذي تم استخدامه في السابق لرفع تجويف الصدر لرفع الرأس حيث يوضع خلق العمود الرقبي او العنق من الخلف. ومن اجل فحص الدماغ، يتم إجراء شق طويل ومتواصل يمتد من خلف الأذن، مرورا بأعلى وقبة الرأس وحتى منطقة خلف الأذن بالجهه الأخرى. طبعا عند الانتهاء من تشريح الجثة يتم خياطة هذا الشق بدقة بحيث لا يمكن ملاحظته حين يوضع الرأس على وسادة في النعش المفتوح. لمتابعة تشريح الرأس يتم سحب وتسليخ جلد فروة الرأس عن الجمجمة في قسمين، القسم الأول يسحب للامام ليغطي الوجه والثاني أو الجزء الخلفي يسحب للخلف بأتجاه الرقبة. ثم يتم قطع او نشر عظام الجمجمة من اعلى ومنتصف القحف وبشكل دائري بمنشار يدوي خاص او بأداة تسمى منشار سترايكر على اسم مصنعيها، حيث يتم النشر على شكل قبعة يمكن سحبها ورفعها لتكشف الدماغ. ثم يفحص الدماغ في موقعه. ثم بعد ذلك تقطع منظقة اتصال الجمجمة مع النخاع الشوكي والأعصاب المقطوعة ويرفع المخ من الجمجمة من اجل الفحص والدراسة. وإذا لزم الحفاظ على الدماغ قبل فحصه من اجل الابحاث والامور العلميه فيوضع في وعاء كبير من الفورمالين من اجل الحفاظ عليه بدون تفسخ.

إعادة تشكيل الجثة او اعادة خياطتها
من أهم عناصر عملية التشريح ايضا هو إعادة تشكيل الجثة بعد الانتهاء من التشريح. وخاصة عندما يريد أقارب المتوفى رؤيتها بعد التشريح وقبل الدفن. بعد التشريح والفحص، يصبح تجويف الصدر فارغا ومفتوحا وكذلك يكون جلد الصدر مفتوح على كلا الجانبين، والجزء العلوي من الجمجمة مفقود، كذلك فروة الرأس تكون مقلوبه على الوجه والعنق. ونادرا ما يتم تشريح وفحص الوجه والذراعين واليدين والساقين تشريحا تفصيليا الا اذا كان هناك اشتباه بوجود اصابات معينه. حسب قانون احترام الأنسجة البشرية الذي صدر عام 2004 فانه يجب إعادة جميع الأعضاء والأنسجة إلى الجسم الا في حالة موافقة عائلة واقارب المتوفى على الاحتفاظ بأعضاء محدده او اجزاء من الأنسجة لإجراء المزيد من التحقيق. عادة يتم تبطين وحشو تجويف الجثه الداخلي بالقطن والصوف أو بعض المواد اللينه المناسبة، ثم توضع الأعضاء والاحشاء في كيس من البلاستيك لمنع التسرب، وتعاد إلى تجويف الجسم. ثم يتم إغلاق فتحتي الصدر والبطن بتقريب الجلد من الجانبين باتجاه منتصف الجثه وتتم خياطتها .واخيرا يعاد غطاء الجمجمة المنشور والمرفوع اثناء التشريح إلى مكانه مرة أخرى ويخيط جلد الفروه فوقه بشكل جيد. ثم يلف الجسم في كفن ويسلم للاهل. طبعا عادة وفي حال ( عدم اللزوم )يفضل عدم اخبار أقارب المتوفى ما إذا تم القيام بالتشريح أم لا.

0 comments: