آخر الأخبار

25‏/10‏/2013

معنى الوطن

اجتمع زيدٌ الحكيم مع أبنائه العشرة وطرح سؤاله عليهم ..
( ما معنى الوطن ؟ )
فأجاب البعض وآثر البعض الصمت وكل من أجاب من وجهة نظره أنه أصاب , فالاجوبة لا تتعدى أن تكون بيوتاً وأحجاراً ومسافاتٍ نقطعها ذهاباً وإياباً من الأرض وإلى الأرض .. 

فأمرهم أبوهم أن يجتمعوا صفاً واحداً وأن تكون المسافات بينهم قدر ذراع ومن أمامهم بقدر ذراع ,

 وقال لهم : هذه مسافة تخيلية عن معنى الوطن فتخيل أنه أنت وأنت هو وهذا الذراع الذي بجوارك والذراع الذي أمامك هو وطنك هل هذا يسعدك ؟ 

 فتبسم الأبناء وآثر أوسطهم ببسمته منتظراً تجليات الحكمة من فاه أبيه !
لازال الأب مسترسلاً يصب في آنيتهم معنى الوطن قائلاً .. من الطيب أن يكون الإنسان وطنه ولكن هل هذا أفضل أم عندما نتماسك وتتسع الرقعة ؟
وأمرهم بأن يعتصموا ويتمسكوا يداً بيدٍ قائلاً لهم وماذا لو كنا جميعاً بداخله ووضعناه بداخلنا وزادات أذرعنا تماسكاً وجغرافيتنا اتساعاً أليس هذا يقوينا ويكسر شوكة عدونا التي غرسها بالفُرقة فينا ؟ قد بدى قول الأب مفهوماً لديهم بأن الشتات لا يقيم دولة حتى لو ظننا أن هذه الدولة هي معنى ( الوطن ) حتى لو كانت ثائرة قوية مستقلة بذاتها لكنها تحتاج أن تتماسك وتتكاتف حتى يسمو بنا معنى الوطن وحتى نلج بأقدامنا ديارنا التي حرمنا منها .
قال الحكيم : هذا دأب عدونا فينا مذ أن فرحناه بالإنقسام ولم تعد شورى ولا حاكماً واحداً لنا لما تبدلت التشريعات وأخذ كل منا بزمام أمره واندس فينا ما لا نعرفه حتى فرق الشمل وسعى في الأرض فساداً بل ونسب الفساد لنا , فإن نحن أردنا مبنى الوطن وتعلق فينا وتعلقنا به علينا أن نعرف من نحن ؟ عليكم يا أولاد أن تعلموا جيداً من أنتم ؟
بدايةًَ من أولكم لابد وأن يطرح على نفسه سؤالاً :
من أنا ؟
ومن هو أخي ؟
أنا مسلمٌ بإسلامي أعتز وكلُ أخٍ لي في الإسلام له حقوقه عليّ مهما كان موقعه في الشرق كان أو في الغرب كلنا صفاً واحداً أخي : من يقف لازماً بجواري يحميني وأحميه لا يخطئني ولا أُسلمه وأُحب له ما أحب لنفسي , وهكذا دأبكم حتى إن جاءكم دخيل واندس بين أظهركم عرفتموه وكان من السهل عليكم أن تخرجوه وأن تجعلوه عبرةً لكل طامعٍ فيكم ... الوطن هو " أنكم شعوباً وقبائل لزاماً عليكم أن تتعارفوا وأن تتماسكوا جميعاً وتصطفوا حتى تصلوا جميعاً إلى منتهى السلامة ودار المقامة في الوطن الذي لا ينتهي خالدٌ أبد الآبدين دائم في جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ
يوسف ملحم



Bookmark and Share

0 comments: