الحرب خدعة يا مصرفنا المركزي !!!
الحرب خدعة يا مصرفنا المركزي !!!
تعامل المصرف المركزي وكأنه في حرب مستخدماً أسلوب المراوغة، فتارة يطالعنا أحد المسؤولين في جريدة رسمية دون ذكر اسمه بأن البنك المركزي يتعمد هبوط الليرة ليلقن درساً للأعداء! من هم الأعداء المواطن البسيط الذي صدق وفوجئ بأن قيمة ثروته أصبحت النصف أم من يذهب لشراء حاجياته فيجد أن سعرها تضاعف!
ولكل حرب منتصر، والمنتصر هنا من لم يصدق المصرف المركزي ممن استفاد من هبات العشرة آلاف الدولار بسعر تشجيعي والذي استفادت منها الشريحة العليا من المجتمع، فكنت ترى أصحاب العمل يعطون عمالهم مبالغاً ويطلبون منهم شراء عشرة آلاف دولار، وهؤلاء هم من انتصروا.
لقد تدخل البنك المركزي في سوق العملات وهبط الدولار إلى 82.5 ليرة فصفق المصفقون، ولكن فاتهم أن يعملوا جولة في الأسواق المحلية، فالسعر العالمي للسكر بتاريخ 10 آذار (مارس) كان 625 دولاراً للطن وبدولار 84 يكون سعره نحو 52 ليرة سورية للكيلو، ولكن يباع في أسواق الجملة بـ 84 ليرة سورية للكيلو، أي بدولار يعادل 135 ليرة سورية. أما القمح في بلاد القمح فيتم بيعه بالجملة بسعر 30 ليرة للكيلو، بينما الأسعار العالمية للقمح اليوم الطن بـ 235 دولاراً أي أن الكيلو بدولار 84 هو نحو 20 ليرة، بينما تم احتساب سعر القمح المحلي على دولار 130 ليرة، وقس على ذلك سلع أخرى.
وخلاصة القول إن البنك المركزي حاول إخفاء المرض بمعالجة سطحية للأعراض، بينما الداء الحقيقي هو انخفاض القدرة الشرائية لليرة السورية لعدم ضبط الأسعار. وحذّرنا سابقاً أن عدم ضبط الأسعار سيولد ضغوطاً تضخمية سرعان ما تنعكس بانخفاض كبير لليرة السورية. إن ما يقوم به البنك المركزي أحسن وصف له هو ما وصفه أحدهم حين قال: كأنه من يعطي مسكناً لمريض سرطان فيسكّن ألمه ولكن هل يحق له أن يتفاجأ حين ينتشر المرض ويعم الداء؟
مدونة الملحم على الفيسبوك facebook
0 comments: