ابدى الأمين العام للجامعة العربية المنتهية ولايته عمرو موسى تحفظات إزاء عمليات حلف شمالي الأطلسي في ليبيا داعيا الى وقف اطلاق النار والشروع في محادثات للتوصل الى تسوية سياسية مع نظام العقيد معمر القذافي.
وقال موسى في مقابلة مع صحيفة الغارديان انه راجع نفسه بشأن مهمة الحلف التي قد لا يحالفها النجاح. واعلن موسى الذي قام بدور متميز في تأمين الدعم العربي لحملة القصف الأطلسية ضد قوات القذافي: "حين أرى اطفالا يُقتلون لا بد ان تكون لي شكوكي وهواجسي. ولهذا السبب حذرتُ من خطر وقوع خسائر في الأرواح بين المدنيين".
مدونة الملحم
وكان حلف شمالي الأطلسي أقر هذا الاسبوع بمسؤوليته عن مقتل تسعة مدنيين بينهم اطفال في طرابلس إثر ضربة صاروخية أخطأت هدفها فيما اعلن النظام الليبي مقتل 15 مدنيا آخر في هجوم على مجمع غربي طرابلس أكد حلف الأطلسي استهدافه.
موسى الذي تحدث لصحيفة الغارديان في بروكسل أوضح انه لا يعتقد ان الحملة العسكرية ستحقق اختراقا. وقال ان الحسم متعذر بهذه الوسائل "وقد حان الوقت لعمل كل ما بوسعنا من اجل التوصل الى حل سياسي".
وأضاف موسى "ان هذا يجب ان يبدأ بوقف حقيقي لإطلاق النار بإشراف دولي. والى حين اعلان وقف اطلاق النار يبقى القذافي في منصبه.... ثم يكون هناك تحرك الى فترة انتقالية.... للتوصل الى تفاهم حول مستقبل ليبيا".
وحين سُئل موسى عما يعنيه بوقف الغارات الجوية لطائرات الأطلسي قال "ان وقف اطلاق النار يعني وقف اطلاق النار".
واشار موسى الذي تولى قيادة الجامعة العربية طيلة عشر سنوات الى ان اتصالات تجري لتبين ما إذا كانت هناك دول ، ربما في افريقيا أو الشرق الأوسط ، مستعدة لتوفير ملاذ آمن للقذافي ، وطرح حتى امكانية تنحيه مع البقاء في ليبيا.
وقال موسى ان الجامعة العربية دعمت الحملة الجوية في البداية بسبب هجمات القذافي على المدنيين. ولكن رد الجامعة على مقتل نحو 1400 مدني على يد النظام السوري كان مختلفا. وقال موسى في حديثه للغارديان: "كان هناك إجماع بشأن ليبيا ولكن هناك بعض التردد بشأن سوريا لاعتبارات سياسية استراتيجية". ولكنه اضاف "نحن مستاءون من كل ما حدث في تونس ، في سوريا ، في ليبيا ، في اليمن.... وان الغالبية العظمى [في الجامعة العربية] ليست مرتاحة لما يجري في سوريا".
وعن الرئيس السوري بشار الأسد قال موسى "ان فرصته تتآكل. فهو سباق وعليك ان تتغير بأسرع ما يمكن. انه سباق بين الاصلاح أو الثورة". وتابع ان الانتفاضات التي شهدتها الأشهر الستة الماضية تعني انه لن يبقى مجتمع عربي لن تمسه.
وكان موسى (74 عاما) اعلن ترشحه في الانتخابات الرئاسية المصرية التي اقترح ألا تجري قبل نهاية العام بأي حال من الأحوال. وقال انه لن يخدم إلا دورة واحدة إذا فاز بالرئاسة بسبب سنه.
واعلن موسى في حديثه لصحيفة الغارديان "ان مصر ستكون جمهورية ديمقراطية ذات دستور ورئيس ومجلس وزراء وبرلمان". وألح موسى بشدة على اجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية رغم التوجه نحو اجراء الأخيرة في غضون أشهر. وقال في هذا الشأن انه لا يوافق على اجراء الانتخابات البرلمانية في ايلول/سبتمبر لأن الساحة السياسية ليست جاهزة بعد.
واعرب موسى عن قلقه من ان محاولة بناء نظام ديمقراطي جديد يمكن ان تتمخض عن صعود الأخوان المسلمين ودفع مصر الى الفوضى. وقال "أنا لا استطيع ان ألوم جماعة الأخوان المسلمين على انضباطها وحسن تنظيمها. فالآخرون هم غير المنظمين".
وتوقع موسى ان يحصد الأخوان المسلمون نحو 35 في المئة من الأصوات إذا جرت الانتخابات في ايلول/سبتمبر وان ذلك سيمكن الجماعة من اقامة تحالف والهيمنة على المجلس الجديد وتولي ادارة البلد. وحذر قائلا: "وحينذاك ستعم الفوضى. لن يكون هناك دستور جديد. وأنا افضل العمل من اجل نظام رئاسي لأن المشهد السياسي في مصر ليس ناضجا بعد ، ليس بسبب جماعة الأخوان المسلمين تحديدا بل لأن الوضع ليس جاهزا بشكل كامل".
ويرى مراقبون انه إذا أُعطيت الأولوية لكتابة دستور فان الانتخابات البرلمانية ينبغي ان تؤجل وتنتخب جمعية تأسيسية لإعداد دستور جديد.
0 comments: